ما أبهرني في خليجي 25 / علاء الخطيب

ما أبهرني في خليجي 25 / علاء الخطيب

ما أبهرني في خليجي 25
علاء الخطيب

أشد ما أبهرني في خليجي 25 الطاقة الايجابية التي تحلى بها العراقيون وإصرار هم على الحياة رغم كل الصعاب ، شعب يصنع الفرح ، كما يصنع النصر، فيه شيء من الاختلاف ، لا يعرفه الا من عاش بينهم .
شعب ينمو بشكل ملفت ، أجيال تتابع اجيال، شعب لا تصنعه الثروة ولا يقاس تطوره بها .
هي جيناتٌ حضارية من تحرك روح الانسان ، روح سومر وبابل وأشور ، روح الارث التاريخي العظيم التي تسكن داخله .
حماس ملفت في السراء والضراء .
لم تنطوي صفحات الحماس والشجاعة التي ابداها العراقيون في محاربة الارهاب وقوى الظلام، حتى انفتحت صفحة اخرى من صفحات الاندفاع المدهش نحو صناعة الفرح والجمال .
لا اتحدث عن الكرم ، أو الافتتاح المبهر ولا حتى العروض الفنية او تنظيم البطولة .
ربما نرى عروض وتنظيم في بلدان اخرى أعظم مما رأيناه في خليجي 25 ، وهذا ليس بالشئ المهم ، لانك قد تُحضر شركات اجنبية متخصصة وتعمل عرضا يفوق ذلك، ولكن ما يبهر حقاً هو القدرة الفائقة والاصرار على هزيمة الشر في نفوس العراقيين.
ما عكسه خليجي 25 عن العراق أظهرَّ كل ما طمسه الاعلام عبر سنين ، عن معدن هذا الشعب ، كان العالم يسمع عن العراق وعن الطائفية والارهاب والقتل وعن الصور المأساوية ، لكنه اليوم شاهد العراق بصورة مختلفة، رئيس الفيفا والضيوف العرب والاجانب و الخليجيون كانوا يحملون صورة مغايرة لما شاهدوه في البصرة .
ما حققته البطولة اكبر من مباريات تقام على ارض ملعب ما ، واكبر من حضور جمهور لمتابعة ابداعات اللاعبين ، او رفع الاعلام الوطنية، او عزف لنشيد هذا البلد او ذاك .
سيرجع العرب و الخليجيون من لاعبيين واداريين وجمهور محملين بقصص وحكايا البصرة والعراقيين .
سيتغنى الاعلام بما انجزه العراق في صناعة الحياة .
وسيكتشفون كل الصور المزيفة التي سوقها المرضى ، سيشاهدون ذوبان الطائفية و القومية داخل هذا البلد.
وكم هو حب العراقيين جميعاً بعربهم و كردهم، وكل طوائفهم لهذه الارض .
فالاحداث الكبيرة تجمعهم ، وتفجر فيهم غيرة العاشق المحب لارضه وناسه.
ورغم ان بعض المهوسين بالسلبية نظروا الى الحدث بعيون سياسية ، و حاولوا ان يشوشوا على البطولة ، وراحوا يتتبعوا العثرات والهنات ، ويربطوها بالسياسيين ، واخرين وجدوها فرص. للنيل من الدين ، معتبرين مراسم الاحتفال علمانية !!!!
إلا ان ما يثلج القلب ان الطاقة الايجابية التي امتلكها الجمهور، حول البطولة الى مناسبة وطنية.
ابتعدوا فيها عن قرف السياسة ، وتناسوا الحزن ، فصدحت اصواتهم بحب الوطن وحب اصحاب الانجاز ، وهتفوا لعدنان درجال ، واسعد العيداني ، وعبد الله عويز وكل الذين ساهموا بانجاح هذا الحدث التاريخي .
خليجي 25 ليس مجرد بطولة لكرة القدم بل هي عودة عراقية للحضور العربي والاقليمي .
عودة مكللة بالفخر والرفعة ، عودة بعد الانتصار على كل قوى الظلام .
تذهب الحكومات ويبقى الوطن .

هي الاوطان ان اطعمتها حباً ستزدهر
وان اطعمتها شرراً سيحرق ثوبك الشرر

عاش الوطن عاش الوطن

(Visited 1 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *