بقلم : زيـــالا حديـــــد/ كاتبة عراقية
أنــا وكل جهودنا للخير رهن جهودهنة
وصمودنا في النائبات مردة لصمودهنة
بنحوسهن نحوسنا وسعودنا بسعودهـــنة
التضحيات لغر صنع شموخهن وجودهنة
فالوا الشــــهيد فقلت ويح ثواكل بوحيدهنة
حملنه تسعا وخطن عليه سمر جلــــودهنة
الجواهري
تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في شهر اب أغسطس (١٩٤٦) بزعامة ملا مصطفى البارزاني رحمه الله وقد أجري الحزب لغاية عام ٢٠٢٢ (١٤) مؤتمراً انتخابياً داخلياً.
في هذه المقال نتطرق الى بعض الانتقادات التي واجهت الحزب وقيادة الحزب بالفقرات والمواد ونتحدث عنها ونعطي تفصيلاً ايجازياً ونجيب عليها كي نحدث مقارنة فكرية عسى ان نوفق برعاية الباري في ذلك. ليس لأننا ندعم الحزب الديمقراطي وقيادته بل لما شهدناه من إنجازات في كوردستان وقارنا مع المحافظات والمدن والاقضية والنواحي في جميع محافظات العراق. ويجب الإشارة الى ان الحزب الديمقراطي يعد من أقدم الأحزاب العراقية والأكثر تنظيماً وان قارناه في الأحزاب بالوطن العربي ايضاً يعد من الرعيل الأول وفي مقدمه الأحزاب التي تأسست. وللإشارة قد ترأس فخامة مسعود بارزاني منصبة رئيسا للحزب ونيله الثقة فيالمؤتمر التاسع من عام (١٩٧٩) ولغاية اليوم ما يقارب (٤٣) عاماً.
في مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني الرابع عشر قرر رئيس الحزب فخامة الرئيس مسعود بأن يزيد نسبة عدد النساء في اللجنة المركزية من ١٠٪ الى ١٥٪ وهذا اهتمام واضح من قبل السيد بارزاني على عكس ما نراه من ضمور وتلاشي لدور المرأة في الأحزاب العراقية الأخرى بما فيها المدنية والأكثر ليبرالية وتحرر. وفي هذا المؤتمر كانت المرأة الكوردية في الهيئة التنفيذية والهيئة العليا للمؤتمر. وقد تم تخصيص نسبة (٢٥٪) من مقاعد المؤتمر للعنصر النسوي وتم تقسيم أعضاء المؤتمر على خمس محافظات. ومن يتخيل له بأن هذا الرجل صاحب الشيبة سعيداً في حياته ويعيش نشوة العضماء أقول له أنك مخطأ فهو يفكر في مستقبل شعبه وماضي والده وحاضر أبنائه وفي كل هذا وذاك يريد ان لا يلاقي ربه الا وهو راضً عنه هو حزين على الدماء والشهداء والخلافات وعدم اكتمال رؤيته ورؤية اباه ومستقبل القضية فهو حزين فنقول ان العظمة لله عز وجل ولكن أصبحت كلمة عظيم ايضاً تطلق على القادة والزعامات أمثال كاك مسعود وكما قال فيودور دوستويفسكي.
” يخيل الي ان الرجال العظـــــماء لا بد ان يشعروا على هذ الأرض بحزن عظـــــــيم”
كما قد نشرت بعض الصحف بأن اختيار نائبين لرئيس الحزب هو مخالف للنظام الداخلي والمشار اليه في المادتين (١٩) و(٢٢)المتفق عليه في الحزب وهنا أرادوا الإشارة الى انتخاب السيد نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان والسيد مسرور بارزاني رئيس حكومة كوردستان. ولكن في واقع الحال هم من كتبوا النظام الداخلي وان يروا فيه ضرورة ماسة للتغير من اجل مصلحة الحزب والشعب الكوردي يجوز التعديل والاضافة والتصحيح. وهنا قد نسوا او تناسوا من كتبوا هذا هذه الفقرة بطريقة سلبية ان الحزب ولأول مرة يزيد من نسبة مشاركة المرأة فيه وقد حصلت على مواقع هامة جدا في اللجنة المركزية والعضوية والمكتب السياسي. بالنتيجة ما قرره السيد رئيس الحزب مسعود بارزاني بالاتفاق والتوافق مع قادة الحزب وهذه بالنسبة للمتلقي ديمقراطية واتخاذ قرارات ضرورية من شأنها المساهمة في تطوير هيكلية وبناء نظام الحزب الداخلي. في قراءة لصفحات جوهان فون جوته قرأت شيء جميل فيه مما ذكرت أعلاه
” من يحتمل عيوبي أعتبره سيـــــــــــدي ولو كان خـــــــــــادمي”
كما ان هناك من أشار الى مخالفة للفقرة (٣) من المادة (٢٢) في النظام الداخلي للحزب الديمقراطي والتي تشير الى انعقاد مؤتمر الحزب كل (٤) أربع سنوات ولكن ما مر على كوردستان واربيل كان صراع مع الماضي والحاضر بين البناء والاقتصاد والسياسة ومعالجة الخلافات بين الإقليم والمركز وبين الدفاع عن امن واستقرار الكورد والأراضي في الإقليم من فلول داعشوالإرهاب وبين تلبية متطلبات المكون الكوردي والملايين من النازحين العرب من العراق والكورد من سوريا وبعض الدول الى إقليم كوردستان لما شهدوه من امن وامان فيه. إذا كان التأخير في انعقاد المؤتمر برأيي ضرورة ماسة وكانت النتائج إيجابية جداً والتنظيم عالي جداً وقد اثبت الديمقراطية لجميع الأحزاب العراقية حقيقة واضحة بأنه حزب منظم دقيق اداري قيادي متماسك يسير ضمن منهجية واطر واسس مرسومة ويحترم قيادته ولديهم ولاء مطلق لرئيس الحزب السيد مسعود بارزاني. ويقول كاك مسعود للجميع ها نحن هنا باقون وهذا هو الحاضر ورسمنا المستقبل وتعلمنا من الماضي ولكن ما يصعب علينا هو ان يحاول بعض الاخوة ومن نتقاسم معهم الوطن ان يجعلون منا شخصاً أخرى في وسائل الاعلام وفي جميع الطرق المتاحة لهم فالصراع أصبح ما بيننا وبين انفسنا وما تربينا عليه وما بييناوبين اخوتنا في العراق وكما قالها وليام شكسبير.
” أصعب معركة في حيايتك عندما يدفعك الناس الى ان تكون شخصا اخر”
قد شارك في المؤتمر (١٠٣٢) مندوباً وتم انتخاب (٤١) شخصاً من بين (١٢٣) مرشحاً لعضوية ثاني اهم واعلى هيئة قيادية داخل الحزب وتسمى ” باللجنة المركزية” التي تتألف من (٥١) عضواً بينما تم اختيار (١٠) من النخب وأصحاب التأريخ والنضال بعد ان استأذن رئيس الحزب بارزاني من الجميع بأن يكون لهم مقاعد في اللجنة بتزكية منه شخصياً وهذا تكريماً لهم وللتأريخ وثقته شخصياً بهم. عكس ما اشاع من قبل بعض الأقلام ذات الاحبار الصفراء والتي اشارت الى مخالفة في الفقرة الثانية (٢) من المادة (١٧) والتي تتطلب انتخاب جميع الأعضاء ال (٥١) للقيادة بالاقتراع السري. الخبرة هي سر النجاح وخصوصا ان كان هؤلاء من المخلصين والموالين وقبل ان أنسى ما قاله اليانور روزفلت حول هذه الفقرة بالتحديد.
” ينضج الناس من خلال الخبرة إذا واجهوا الحياة بشجاعة ومصداقية فهكذا تكتسب الصفاة التي تميز الأنسان. ”
وهناك إشارة الى مخالفة أخرى من المادة (١٧) في الفقرة (١٠) العاشرة حيث تحدد هذه الفقرة شرط ان يكون لدى العضو (١٠) عشرة سنوات من العضوية للترشيح لقيادة الحزب. ولكن الزمان والمكان يختلفان اليوم والإنجازات التي تحققت على ايدي بعض القيادات الجديدة واضحة وان اشراك وإدخال بعض الدماء الجديدة اصبح ضرورة وهؤلاء سوف يكونوا تحت رعاية واحضان الصقور والقادة في الحزب حتى يتمكنوا من قيادة الحزب مستقبلاً يعني ما اشاع وأشار اليه بعض المغرضين بطريقة او بأخرى نرى نحن كمتخصصين بالشأن السياسي والأحزاب السياسية تغييرات إيجابية مع مراعاة شيئ مهم جدا بأن يكون هناك اعتماد على الصقور والذين لديهم باع في بناء الحزب لكل هذه الأجيال وان لا يحدث صدام فكري بين العالمين او الجيلين حتى لا نرى صدأ في جدار الحزب وحتى تبقى قوة هذا الحزب في تراتبية المناصب والمركزية وحسن القرار واحترام الخبرات والطاقات والمناضلين فيه ومراعاة دورة المرأة التي أصبحت من القادة وقد فسح لها فخامة الزعيم مسعود بارزاني الفرصة كي تثبت نفسها اكثر فأكثر في هذه السنوات الأربعة القادمة. ولا تفكر المرأة في الفوارق الجسدية بينها وبين الرجل فأن ارادتها حديدة ولا تقهر انما اعتمد عليها وقد راودني ما قاله الراحل المهاتما غاندي حول الفارق بين القوى الجسدية والإرادة
” القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية انما تأتي من الإرادة التي لا تقهر”
من يرى الحزب الديمقراطي من بعد يستطيع ان يميز فيه الكثير من الإيجابيات التي تفتقدها الأحزاب العراقية الأخرى. حيث ان القراءة تكون مختلفة بعقل عربي وقلم عراقي وروح امرأة يعطي نتاج حيادي في الطرح. وهنا اتطرق الى ان الخلافات والاشكالات التي يشار اليها امر طبيعي يحدث في جميع الأحزاب السياسية ليس فقط في العراق ولا الوطن العربي بل العالم اجمع وتصل بعض الأحيان حد تجاوز الحدود واللياقة وأسلوب الحوار وحتى اكثر من ذلك والمنافسة مشروعة في زمن يتقاتل الجميع كي يثبتوا انفسهم بأفعالهم وليس فقط في اقوالهم وما شهدناه من منجزات في إقليم كوردستاني نفتقدها في العراق والمحافظات الجنوبية والوسطى ونتمنى ان يحذوا جميعا حذوهم ويحققوا منجزات اقتصاديا وزراعية ومجتمعية وثقافية وغيرها كي نفتخر بها كما نحن الان نفتخر بكوردستان والامن والاستقرار والتطور والعمران والزراعة والثقافة والرياضة وجميع أعمدة الدولة التي يقف عليها جسد الوطن شامخاً. وأود ان اذكر الجيل الجديد بأنكم اتيتم بعد ان قدم ابائكم واجدادكم الغالي والنفيس وضحوا بالأرواح كي تكونوا على ما أنتم عليه الان فالرفاهية والخير والبناء والاعمار والتطور والنفط وكل ما انتم عليه بعد الله فضله يعود للراحل ملا مصطفى البارزاني وهذه العائلة فلا يغرنكم ما انتم به اليوم ولا تنسوا حينما كانت اراضيكم محتلة وتذكروا ما قاله الراحل ملا مصطفى في اعته الأوقات
” عهدت بأن يكون سلاحي وذخيرتي الحربية وسادة وفراش نومي طالما بقيت كردستان محتلة”
كانت هناك اشاره مهمة جداً قبل اختتام المؤتمر الرابع عشر حينما طلب رئيس الحزب بارزاني من أعضاء اللجنة الفائزين منحة الموافقة على إضافة عضواً من الطائفة لأيزيدية الموقرة لأنه رأى في ذلك اكتمال للمشهد والصورة. وهنا اود التلويح الى اننا كنا كعرب في إقليم كوردستان وفي المحافظات الجنوبية والوسطى والغربية كنا نتوقع ان يكون على الأقل عضواً في اللجنة المركزية من المكون العربي حتى يرسم البارتي صورة اعتدال وطني ونكتسب خبرة السياسية العربية ويكتسب من الديمقراطي الكوردستاني بقية الأحزاب والعرب سياسته وتنظيمه وخبرته. وكلنا ثقة بأن فخامة الرئيس مسعود بارزاني سوف يتخذ هكذا قرار ويقرب بعض أعضاء الحزب من المكون العربي أكثرفأكثر في المستقبل القريب. وكيف لا فهو الأب والاخ والقائد والعراقي بفكره والكوردي بدمائه وانتمائه.
في الختام لا يسعني الا ان أتقدم بخالص التبريكات لجميع أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء الهيئة العليا
وجميع من شارك في المؤتمر الرابع عشر والى الرئيس ونائبيه سائلا المولى القدير ان يمكنكم على خدمة شعبكم الكوردي وبناء علاقات إيجابية مع الحكومة الاتحادية ومع المكون العربي الأكثر في ارض الوطن والمحب للشعب الكوردي والمتمسك بعلاقاته المجتمعية يوماً بعد يوم. وهنا اود ان استذكر قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) حينما قال
” عـــاتب اخاك بالإحسان اليــــة واردد شـــــره بالأنعـــــام عليـــــه”