ربما تختلف السياسات الداخلية للرؤساء
الامريكان، لكنها با شك ستكون واحدة
بالنسبة للمرتكزات الاساسية للسياسة الخارجية،
خصوصاً تلك التي تتعلق بالشرق الاوسط.
فالرئيس الامريكي ديمقراطيا كان ام جمهورياً
فأن أولوياته هي ضمان امن إسرائيل وتفوقها
في المنطقة , يرى بعض المراقبين.
ان الرئيس بايدن ربما سيختلف نوعما عن
سلفه ترامب ، لكن ما اكده سيد البيت
الابيض الجديد من خال تشكيلة ادارته
وتصريحاته الاولية انه سيتمر بسياسة ترامب
ونؤيدهم ما حققه الرئيس السابق من
مكاسب لإسرائيل.
لكن ما يراه المراقبون ان صفقة القرن
ربما سيختلف تطبيقها او تهمل عند بايدن
فبعد ان نجاح ترامب بتكوين جبهة معارضة
لإيران وجعل المنطقة تصطف مع السعودية
لزياد الخناق على طهران لربما بايدن سيغير
هذه المنهجية فالمعروف عن الديمقراطيين
وخصوصا منذ أواخر التسعينيات الى عهدٍ
قريب انهم يتبعون سياسة اطاق الايادي
للاقطاب الفاعلة في الشرق الأوسط. فستطلق
يد ايران ويفسح الطريق امام نفوذها وكذلك
الامر بالنسبة لتركيا دك سيدعم خطواتها
ويخفف من حدة التقاطعات معها و يتماشى
مع امال الامبراطورية العثمانية في الشرق
الأوسط .
لكن تنتظر بايدن عدة تعقيدات وتحديات
حقيقية، اولها اعادة مكانة امريكا كحامية
للديمقراطية وكذلك تحسين صورة امريكا.
المرتزقة الى صورتها كدولة عظمى تتحكم
بالسياسة العالمية وتفرض المعادلات، وكل
هذا يحتاج الى فترة زمنية. وسنرى، فسياسة
واشنطن السابقة بالتأكيد سوف تتغير كثيرا
سيما في منطقة الشرق الاوسط فالاميركيين
منزعجين من الانكفاء وتقويض العلاقات التي
اتبعها ترامب وهذا ما سيدفع الرئيس الأميركي
الجديد الى اتخاذ عدة خطوات مهمة فيما
يخص المشكلة اليمنية وعودة الاتفاق النووي،
ويحب القوات. الامريكية من العراق ، وتصحيح
مسار العلاقة مع الصين والاتحاد الاوربي، فهو
يريد ان يرسم سياسة جديدة هي التحالف مع
الأقطاب المؤثرة ، اما الدول الضعيفة ومن
ضمنها العراق لربما ستدفع ثمن تغول الأقطاب
في المنطقة .. وهذا ما نخشاه.
هل سيستمر بايدن بخطى ترامب؟
(Visited 3 times, 1 visits today)