د. رقيق عبدالله
كاتب جزائري
في عقدها السادس من الاستقلال وبشعار الاتحاد والوحدة وسجل الذاكرة الوطنية، الترابط والاستمرارية بين جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي وإسهامه في تعزيز اللحمة الوطنية واحترافيته وكذا قدراته للدفاع عن السيادة الوطنية وصون حرمتها الترابية، وفي الشعار رمز يجسد العلم والتطور التكنولوجي الذي تشهده الجزائر في عيدها المجيد وعهدها الجديد.
أن تاريخ الخامس من جويلة 1962 لم يكن تاريخا عاديا بل كان تاريخا للتشفير الواعي لحرية الشعوب والإنسان. لقد استطاع الجزائري بقدر نضجه وتصميمه أن يفرض إرادته على إرادة التاريخ وبتلازم الإرادة والوعي والتراكم الحضاري الثائر للجزائري منذ فجر الوجود رفض استدمار واستعمار فرنسا طيلة 132 سنة ولم ينساق تحت انتظامات التواجد والوجود.رغم كل محاولات الاستعمار أن يجعله ينام على وسادة التاريخ كما فعل مع الكثير
فالثورة الجزائرية لم تجلب استقلال الوطن فقط بل حررت دولا وشعوبا وكثيرهم أخذ استقلاله مقابل محاصرتنا بل وقتالنا.
في الاحتفال بستينية الاستقلال لن أتحدث عن تلك الجراح فالتاريخ مجال نستمد منه الفاعليات المختلفة للفعل الناضج الذي يحمل المعنى والمصير
لقد صنع الجزائري مصيره وتاريخه ورفض نزع ارادته وحريته التي من دونها يصبح التاريخ قصة عاجزة عن قدرة الفعل في التغيير الدافع للتحول والرقي.
لقد ابدع الجزائري رغم الالم أن يجعل من الفعل الثائر وثورته الشامخة وتضحيات شهدائه ومجاهديه جزءا من حقيقة التاريخ التي انبثق عنها وتولد جوهر ماهية التاريخ، كتكامل يبنيه الناس ويتدخل فيه البشر وتنتج من خلاله المسؤولية.
أن ستون سنة من الاستقلال حملت مشاريع صناعية وعلمية متطورة ومتقدمة حافظت فيها الجزائر على خط ثورتها وبناء دولتها في مناصرة قضايا الانسان العادلة رافضة كل مساومة على الإنسان وقيمه.
ستون سنة من الاستقلال حافظت فيها الجزائر ايضا على أن تكون دائما دولة اجتماعية تساند مواطنيها من توحش الليبرالية العالمية المقيتة.
ستون سنة من الاستقلال لعبت فيها الجزائر كدولة دورا محوريا في عالمنا العربي وامتدادنا الافريقي والعالمي عبر تحولات التاريخ و اشكاليات الزمن و مراحله وهو ما يتدعم اليوم.
ستون سنة من الاستقلال فشلت فرنسا وكل حلفائها أن تجعلنا ننام على وسادة التاريخ بل فرض الشعب الجزائري إرادته على الجميع وغير وعي المضطهدين في أنحاء المعمورة انتصرت
ارادته بوعيه وفعله الثائر الذي حمل دلالات المعنى والمصير للانسانية جمعاء على إرادة صناع جدليات التاريخ الخادعة و حقق الشعب استقلاله وبقيت الجزائر المعادلة الأهم الأمس اليوم وغدا.