راضية النصراوي وفويرباخ الحقيقة / رقيق عبد الله

راضية النصراوي وفويرباخ الحقيقة / رقيق عبد الله

 

د.رقيق عبد الله
كاتب جزائري
إن الناس يبدأون برؤية الأمور كما تبدو لهم فقط، وليس كما هي في حقيقتها، بل ويبدأون بإسقاط جوهرهم الخاص على الفكرة دون تمييز الشيء عن صورته،
هنا ألقي تحية لراضية النصراوي وهي على فراش المرض ورسالة إلى ذاك العاشق الإنسان هنا لن أتحدث عن راضية الحقوقية وانما سأطرح فكرة الحقيقة التي تبنتها راضية عبر منهج حياتها آمالها و آلامها و حقيقة ما طرحه فيورباخ واشتراك المنهج ومزاوجة الحقيقة للفكرة وهي كيف تتحول الفكرة من التصور والتأمل الى الفعل العملي الذي كان يحاول فويرباخ من خلاله أن ينقل الفلسفة كفعل تأمل وتفكير نظري، إلى دورها الحقيقي كفعل عملي وأداة لتغيير العالم..
لقد حولت راضية وظيفتها الحياتية كامرأة قدر لها أن تعيش ضمن كيان المجتمعات العربية وتقاليدها بنت زوجة وأم تكتفي بما يرسم لها من قدر ومقدر في عالمها إلى أن تتبنى منهجا تتحول فيه لأداة عملية لتغيير عالم الاخرين.
لقد تجاوزت راضية افكار فردريك إنغلز وكارل ماركس عن قدرة ذات الانسان ووعيه وماديته التاريخية الى أن تتخذ من طرح فويرباخ وحقيقة قداسة ثالوث الفكرة عقل، إرادة ووجدان ولم يكن لها هذا المقدس مجرد معبر بل حقق انجازات الوصول والدفاع عن الإنسان ووعيه.
إن فويرباخ حين أراد أن يحول الفلسفة إلى فعل عملي و اداة للتغيير لتشابه الدين في وظيفتها فإن راضية النصراوي حولت ثقافتها إلى فعل نضالي يحترم ثلاثية فويرباخ وطبيعة الإنسان الواعية وفق الأسس الثلاث العقل والإرادة والوجدان فكانت قوة راضية في منطلقات افكارها التي آمنت بها وقوة إرادتها التي لم تكسرها جهالة الاستبداد وغربة الحقائق وإنسانيتها، هي عاطفتها التي تنتمي للإنسان الكامل فلم تعاني التمزق والتشرذم وكانت نور للعقل و بزوغا للطاقة وعاشقة “حمة” والإنسان.
حين طابق فويرباخ الحب بالكمال المطلق للوجود فالتفكير والإرادة
تمثلت عنده أسمى قدرات الإنسانية، فالإنسان وجد ليفكر، يريد ويحب.
راضية تفكر لكي تكون حرة و تريد وتحب لكي تمثل الحقيقة وجمال روح الانسان.
انه ثالوث راضية وفويرباخ المقدس في الإنسان الذي يسمو فوق ذاته ويرسم وحدة العقل والإرادة والحب ومنه الوعي المدرك والفاعل لنشاط الإنسان المبدع والخلاق لذاته وروحه.
حقيقة أن الجميلات هن القويات يأسٌ يضيء ولا يحترق.

 

(Visited 75 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *