السيد حسين الصدر
-1-
هناك من الأحداث ومن الوقائع ما يُدهش ويُثير الكثير من التساؤلات والاستغراب حتى تصل النوبة الى الشك في الوقوع لشدة الغرابة .
-2-
ولاشك أنّ للشهرة آثارها التي تظهر بجلاء في المسرح الاجتماعي العام .
فلو قرأ أحد الشعراء البارزين قصيدة ليست من عيون الشعر لوجدت الكثير من السامعين يستحسنونها لا لشيء الاّ لكونها قصيدة فلان الشاعر الكبير المعروف ..!!
وبالمقابل :
لو وقف رجل مغمور وقرأ قصيدة رائعة لم يجد مَنْ يُعطي لروعة قصيدته ما تستحق . لا لشيء الاّ لكونه مغموراً وليس مشهوراً .
-3 –
من الظلم الفاحش أنْ يُخذلَ المبدعون لأنهم ليسوا بذوي الشهرة
وأنْ يُبالغ باستحسان ما يصدر عن المشاهير استناداً الى الشهرة، ووقوعا تحت تأثيراتها الكبيرة .
ان المعايير الفنية هي التي تفضل قصيدة على اخرى لا مجرد الشهرة .
-4-
ومن الوقائع الجديرة بالذكر في هذا الباب قصة أحد الشعراء الفضلاء الذي عرض قصيدته على المرحوم العلاّمة السيد باقر الهندي – العالم الشاعر الشهير – فاستحسنها وشجّع صاحبها على قراءتها في حفل خاص كان من المزمع اقامته .
ولما قرأ الشاعر قصيدته لم ينل ما يستحق لأنه لم يكن معروفاً
وهذا هو الذي دفع السيد الهندي ان ينظم قصيدة لا تشبه قصائده، وانما كانت من الشعر الخالي من البراعة، والحافل بالألفاظ الرنّانة وحين قرئت في المجلس نالت الكثير من الاستحسان واستُعِيدت أبياتها .
ولم يعترض في ذلك المجلس ، أحدٌ الاّ المرحوم السيد محمد حسن الحيدري الذي صرخ بالمُنْشِد :
اسكتْ
ليس لهذه القافية وجود في قواميس اللغة .
فقام السيد باقر الهندي صاحب القصيدة وَقَبّل السيد الحيدري بين عينيْه وقال له :
اشهد انك وحدك في هذا المجلس تفهم مقاصد الكلام .
ثم كشف للحاضرين حقيقة الأمر وأظهر لهم انه أراد الانتصار لصاحب القصيدة التي بخس الحاضرون حقها .
-5-
انعدام القدرة على التمييز بين الجيد والرديء أحدى الآفات المروعة .
وهي –للاسف – ظاهرة شائعة في أوساطنا،
ولا يلقى الذين لم يشقوا طريقهم الى عالم الشهرة ما يستحقون وبهذا تخنق المواهب وتكمن المصائب ..!!
حسين الصدر
Husseinalsard2011@yahoo.com