كيف نُعلّم أجيالنا السلوك التربوي والحضاري . / رياض الفرطوسي

كيف نُعلّم أجيالنا السلوك التربوي والحضاري . / رياض الفرطوسي

كتب رياض الفرطوسي
نحن في بعض المنابر الثقافية والسياسية والفكرية والبحثية والعلمية‘
نشكل لفيف من مختلف القناعات والتوجهات‘
والرؤى والاهواء والانتماءات‘
وحقل الكتابة والفكر كبير ويسع الجميع‘
والكلمة حق مكفول لكل انسان على ان يحافظ‘
على مسافة متساوية من الاحترام في علاقته مع الاخر‘
بما يسمح بالابتعاد عن التنابز او الاحراج.
مائدة التواصل مفتوحة وهنيئاً لمن احتفظ‘
والتزم باخلاق النبلاء وعفة اللسان‘
وتجنب الاساءة للاخر المختلف دون شيطنته.
الطفل الهولندي يتعلم بين الثالثة والسادسة‘
من عمره اكثر من 30 الف كلمة‘
و3 لغات مختلفة.
في حين اطفالنا في ذات الفترة لا يتعلمون‘
الا تكرار نفس العبارات والكلمات والاقوال‘ ‘
وهذا طبيعي جداً‘
لأننا نردد ونكرر نفسنا في كل شي بدون‘
تطوير او تغيير سواء في التعليم او الاعلام
او في السوشيال ميديا.
بالامس كان الناس لا يعبرون عن افكارهم بسبب الخوف من صدام‘
بل انهم فقدوا القدرة على التفكير والسبب ان الطاغية قد اغلق كل شي تقريبا‘
مما ادى الى شلل في طريقة تفكير الناس
لكن ما حصل بعد التغيير ان المجتمع فقد قدرة التوقع والتفكير والعمل
بحيث انه لم يعد يفهم الناس بعضهم البعض.
الكثير من القوى السياسية لا تعرف ماذا تريد ( الكل يغرد ويكتب شعارات
ويحضر مؤتمرات ) وسرعان ما يتم نسيان كل شي مع بداية اي ازمة جديدة
انتهت الانتخابات وخرجنا منها ودخلنا في قصة الانسداد السياسي
وقريبا ستنتهي قصة الانسداد السياسي لندخل في متاهة اخرى جديدة
وكل شي قابل للتبرير مع وجود ما يطلق عليهم ( بالمحللين الاستراتيجيين)
وهؤلاء كأنما يكتشفون اللبن او التتن وقد تحولوا الى قراء فنجان ( ويضربون بالرمل ) حول قضايا تتعلق بالامن والسيادة والثروة والمستقبل والمصير.
اذن لماذا لا يكون هناك اصلاح تربوي وعلمي ومعرفي
والحال ان العراق وطن الاساطير والمشاعر‘
والحب والعلم والثقافة والتشكيل والتاريخ والحضارة‘
لماذا تم اختزال البلد بهذه الصور المنسوخة‘
من الهرج والمرج والاحقاد الطبقية والسياسية.
حتى اصبحنا سردح مردح.
كيف سنذهب الى الجانب الوطني‘
ونحن نسحب معنا اسراب من التجاذبات‘
والتفرقة والصراعات والقطيعة.
الكارثة ان الانسان لا يريد ان يدرك‘
انه مخلوق محدود في سيطرته وفكره‘
ومنصبه ومغامراته وطيشه وتكبره‘
وانه سجين القلق والخوف والمرض والاوهام.
نحن بحاجة الان ان نفيق من غيبوبتنا السياسية‘
ونتحرك بأتجاه نشاطات اجتماعية‘
وان نتخلص من الشعارات الفارغة والمحدودة الرؤية‘
مع ملاحظة ان بعض اصحاب هذه الشعارات‘
يغرقون في الملذات بينما يوجد شعب يغرق‘
في البؤس والمعاناة والقهر والحرمان‘
19 سنة كانت كافية لأن يتعلم القط والفأر والثعلب
السيرك والرقص والغناء والسياسة‘
لكن في واقعنا لم يحدث شي حقيقي‘
سوى المهاترات والاستهتار‘
والقراءة المحدودة والبسيطة للسياسة والثقافة‘
وأدعاء البعض انه يمتلك الحقيقة المطلقة‘
والاخرون يمتلكون الوهم والسراب!!
لقد اختلطت الامور علينا جميعاً‘
وغزت افكارنا وعقولنا مفاهيم الخراب‘
والمشاكل والمعارك الشخصية‘
فكيف سيتطور وعينا السياسي وطموحنا‘
ونحن في هذه المتاهات‘
وكيف سننهض بطموحات امة عريقة وكبيرة‘
والعقل الجمعي والفردي مضروب.
نحن بحاجة ان نخرج من حالة الانطواء
السياسي والمجتمعي ونتعلم من تجارب الامم‘
الاخرى الناجحة .
لذلك يجب ان نتسلح بالمعرفة الانسانية والعلمية
فهي ضرورية للخلاص من الضياع الاكبر .

(Visited 30 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *