ذكرياتي قبل نصف قرن  / موسى جاسب شنين

ذكرياتي قبل نصف قرن / موسى جاسب شنين

قصة قصيرة

موسى جاسب شنين

 

كنت فرحا بتفوقة الدراسي كانت مدرسة الابتدائية تبعد خمسمائة متر  عن السكن اخذ يتخطى الصفوف عام بعد عام وفي السادس الابتدائي جائني ذات يوم ليخبرني بان المعلم يقول له يجب ان تذهب الى طبيب العيون

وتأكد لي بان بصره ضعيف وهو يعاني قصر النظر الحاد وقد قدمه المعلم ليجلس في الرحلة القريبة من السبورة ذهبنا معامن مدينتنا الزعفرانية الى طبيب العيون اعتقد كان اسمه علاء الدين الخلخالي لم يكن اختصاص عيون لكنه صاحب خبرةكانت نصيحة زميلي وصديقي بالعمل محمد نوري القاضي

الذي لم يكمل دارسة في كلية الطب حيث تركها للصف الرابع كان يدرس في تركيا لا كنه لم يكن موفقا باكمال دراستة الطبيةحيث اشتغل بدوام مسائي باحد المذاخر الطبية لترويج الادوية وتعرف على الكثير من الاطباء

ذهبنا سويتا الى الخلخالي وكانت عيادة في الكاظمية الطريق طويل من الزعفرانية ثم الى الباب الشرقي ومنها الى الكاظميةكانت المواصلات متوفرة ودون معانات والاجور للراكب عشرون فلسا دخلنا عيادة الطبيب ليكشف على عينيه ويحدد له نضارةطبية فكان علينا ان نشتري النظارة من الباب الشرقي حيت محلات العوينات تكثر في شارع الرشيد وكذلك في شارعالسعدون وبالطبع كانت محلات للعوينات في الكاظمية لكن فضلنا ان تكون قريبتا منا

اردت ان امازح اخي لاقول له هل تتمكن من قراءة اسم هذا الفلم وكانت المسافة من ساحة التحرير الى سينما غرناطة تلكالسينما الجميلة والمتخصصة بافلام الن ديلون ليرد علي واين هي السينما فاشرت له بانها هنا ليرد علي واين هي القطعةحزنت كثيرا لاسرع وبالحاح على العويناتي باكمال النظارة الطبية وبالفعل قد اكملها بعد ان انتضرنا بعض الوقت ليلبسهالكن كانت تحتاج الى وقت ليعتاد عليها

كان اليوم الثاني فرحا ومسرورا وبعد ايام اعتادعلى نظارتة التي تأتي له بما يكتبه المعلم على السبورة وقد مضى اكثر منشهر ليقول لي ان طلاب الصف يهزئون من نظارته كونها بيضاء ويسمعونه كلمات مزعجة ساعتها كان مسلسل حاج راضيالعرضحالجي وصاحب النظارات النازلة الى منتصف انفه ثم يقول لي ومتى تشفى عيناي لانزعها فقلت له لن تتعدى ثلاثةسنوات حتى تتماثل عيناك للشفاء ياعزيزي

لنذهب ثانيتا الى العويناتي ونشتري نظارة ملونه لقد كان فرحا كثيرا كونها ملونه فلقد زادته هيبه بين اقرانه

تعدى الابتدائية ثم المتوسطة ودخل الاعدادية وعرف حقيقة النظارة التي لن يتخلص منها وذات يوم كنت اقلب بصور التقطهافي سفرته مع اصدقائة فلقد تصوروا جميعهم بنظارته الملونة بلقطات شبابية متنوعة

انهى الاعدادية ليلتحق بقسم الفيزياء في جامعة السليمانية وينهي دراسة الجامعية بعد ان غير العديد من النظارات بينمكسورة او قد تجاوز عليها الزمن لكنها لن تفارقه واخذا يمازحني ذات يوم ها بعد ثلاتة سنين تطيب عينوني سرعان ما انهىدراسة الجامعية ليلتحق بالخدمة العسكرية ويلتحق بدائرة العينه ليحدثني ذات يوم كل بساطيل الجيش العراقي حملتها علىاكتافي بامر من عريف محمد والنائب الضابط

استبشرنا خيرا فقد مضت على خدمته ثلاثة سنوات ليتم تسريحة من الجيش ولم يمكث ستة اشهر بيننا حتى يتم استدعائهالى خدمة الاحتياط لستة اشهر اخرى ولقد اكمل الستة اشهر وسرح من الجيش لنذهب سويتا الى دائرة الجوازات قربالقصر الابيض ومن محاسن الصدف ان يكون صديقي الخزاف باسم الصميدعي مفوضا في دائرة الجوازات وقدم اوراقهبالحصول على جواز سفر استلم الجواز بفرحة لا توصف وقد قدم له باسم المساعة بسرعة اصدار الجواز

وقتها قرعت طبول الحرب بين العراق وايران وحظر الطيران وتعطلت الحركة في مطار بغداد لكن لم يمنع السفر بعد لنشتريبطاقة سفر الى يوغوسلافيا حيث لم تطلب يوغوسلافيا فيزه دخول فذهب بالسيارات المخصصة للسفر الى عمان ومن عمانذهب الى يوغوسلافيا لتستدعى مواليده ثانيتا الى خدمة الاحتياط لكن الحظ كان حليفه هذه المره لكنه قد وصل الىيوغوسلافيا

وحتى يحصل على اقامة كان عليه ان يدخل معهد اللغة ثم يلتحق باحدى الجامعات هناك لقد امضى سنتين في مرارة وخوفدائم فاذا لم تجدد اقامته سيرحل الى بغداد والى سواتر الموت وكانت تلك معانات كل الطلبة العراقيين هناك ساعتها شدالرحال ليصل الى السويد ومن محاسن الصدف كان العزيز سعد المحسن ذو خبرة وكان حاصل وقتها على الجنسيةالدنيماركية فاسدى له المساعده بالوصول الى هناك ليقدم لجوءه السياسي فلقد وصل خبر اللجوء الى بغداد وستدعى والديذو الثمانين عام الى مركز شرطة الزعفرانية وستجوب ولن يكتفي امن الزعفرانية ليرصدو حركات العائلة جميعا وتتوالىاستفزازاتهم المتكرره للعائلة جميعا

استقر بالسويد واخذت السنين تزحف تباعا ليعلمني ذات يوم بانه قد تخلى عن النظارة ليرسل لنا بعض الصور بدون نظارةبعد ان اجرى عملية ما يسمى بالليزر اليوم كنت معه بحديث استمر لاكثر من ساعة نقلب الذكريات محبتي لك اخي العزيزخضر متمنيا لك وللعائلة اجمل الايام

مدريد

(Visited 28 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *