ان الديمقراطيات التمثيلية الحديثة التي حاولت كسر الهوة بين اقتراحات توماس هوبز و العقود الاجتماعية، التي تعطي للمواطنين احقية التصويت و صنع القرار عبر آلية الخمسين زائد واحد، فرضت قراءة ذات مرجعية لمجهودات الاغريق و اليونان القدامى إلى مؤسسي العقد الاجتماعي توماس هوبز و جون لوك و جون جاك روسو؛ و مدى تأسيس نهضة ديمقراطية مهيمنة لاكثر من ثلاث قرون ،حيث ابتعد النقاش عن كل المبررات الإجتماعية و التاريخية و الثقافية التي تم وفقها فرض آليات الخمسين زائد الواحد، على المشهد العالمي و الانساني بإعتبارها حكما للشعب حسب مونتيسكيو و جون جاك روسو. و تمركزت الذات الواعية في الفعل السياسي و الاجتماعي ليصبح فعلا مشتركا بإرادة عقلانية لتحقيق التفاهم بين الفاعلين الاجتماعيين بغض النظر عن الاكراه او الاغراء. إن الفضاء الاجتماعي فرض حرية الديمومة التي تصبح فيه الحياة العامة مشتركة بين الجميع و اصبح التداول الكلي لاعادة البناء من وجهة نظر تداولية عبر تمثيلية الخمسين زائد واحد يعاني مشكلا اخلاقيا. إن هابرماس في كتابه التقنية و العلم كأيديولوجيا طرح نوعا من التغيير حين إقترح الديمقراطية التشاورية كنموذج تحديثي يمكّن المناقشات العمومية ان تستند على المفاهيم المعيارية التي تبنى على أن سلطة الدولة المنبثقة من الشعب و التي تقوم على الانتخابات او الاستفتاء، حولت هذه السلطة إلى مجرد أداة لخدمة الشعب او المصلحة العامة و حُصرت في جهاز ضيق هو الادارة العمومية مقابل مجتمع نسقي من العلاقات بين الافراد و جردت الممارسة السياسية من تساوي المواطنين فيما بينهم حسب البعد العام للاخلاق الذي إرتبط بالهوية فقط. ان التشاورية الديمقراطية لهابرماس و الديمقراطية التمثيلية عبر الآليات المذكورة فشلت كمقاربة تحقق منظور التوازن الاجتماعي و فاعليته المدركة.
إن المقاربة الاجتماعية و الانسانيه وعبر آلية جدل الازدواج الثنائي وفق نموذج التلازم و التلاحق و التطابق التي نطرحها وفق نظرية واقعية الجدل تراعي محور الزمن المدرك المركب و البسيط وتقترح آلية السهم الإنتخابي للتمثيل الذي هو سهم فاعل حسب الشهادة و الوظيفة، الصوايبية و الخطا ووفق محددات علمية و عملية تراعي آليات الجدل في التناقض و الاضداد. ان الشهادة سهم يحدد وفق إتفاق جمعي تمثيلي تشاوري و الوظيفة و نجاحها سهم محدد عبر فاعليتها فإذا إقترحنا للدكتور الجامعي الف صوت ففي المقابل ألفا للنجاح الوظيفي على اختلاف الوظائف، فنجد أن الهيئة الناخبة تتكون من اربع و عشرين مليون مثلا في النظام التمثيلي وفق ألية الخمسين زائد واحد، يمكن ان تكون وفق مقاربتنا هيئة ناخبة هي نفسها الاولى و لكنها بمجموع الاسهم التمثيلية لعملية التصويت تكون مائتان و اربعون مليونا، فنجد أننا لم نلغي العملية التمثيلية او نمس بمصداقيتها و في نفس الوقت لم يصبح الصوت الانتخابي مجرد صوت متساوي بين الذي يدرك و الذي لا يدرك و منه يتحقق المنظور التشاوري عبر آلية الاسهم الانتخابية التي يقل فيها جدل المتناقضات و يعلو فيها جدل الازدواج الثنائي. إن بائع الخبز بإتقان وظيفي لا يختلف عن أستاذ الجامعة و قد يفوقه إذا ما كان المحدد ادراك الممارسة الامبريقية في الحياة الاجتماعية. إن قانون الاجيال يتعدى موبقات الطرح الديمقراطي الذي ساد و يسود ليجد الفاعل الاجتماعي نفسه امام أن يعمل او لا يعمل فهو صوت لفرد و يظل صوتا. إن هذه المقاربة التي احاول تطبيقها في المجال العام تطرح الاسهم الانتخابية كآلية فاعلة للرقي بالفرد الفاعل الديناميكي و انصاف استاتيكية الفعل الفردي كمواطن تمثيلي يحق له أن يكون ضمن منظومة التعاقد الاجتماعي العام……..يتبع