كتب رياض الفرطوسي
قلبي وعقلي على الناس في الشوارع ففي هذا الزمن الذي تداخلت وتشابكت وتشابهتالكثير من المفاهيم والقيم والعناوين. اختلط الحبر مع الدم مع الاحلام مع الاوهام معالكوابيس مع العري السياسي مع الدين ( حرب القبور والاساءة للرموز الدينية ومشاعرالناس من اجل خلق شرارة لحرب جديدة تأكل الاخضر واليابس ) مع النفط مع غلاءالاسعار وهبوط قيمة الدينار وشحة الكهرباء ونقص الخدمات. وشهر تموز على الابواب.نستقبل ربيع ملتهب وجحيم صحراوي ‘ وجوه تحترق من لهب الشمس والعواصفالترابية. في هذه المتاهة التي اختلط كل شي فيها ‘ عواصف ترابية مع انسداد سياسي.انعدمت فكرة الحداثة السياسية والادارية والاجتماعية والثقافية مع وجود موظفينمنتفخين كالبالونات من دون اي مؤهلات حقيقية وبعضهم تسلم مناصب حساسة . تحولالعراقي الى طريدة مذعورة لا تفكر بمن سرق وبمن نهب وبمن فسد ( وبمن قلّب بالدخلخارج العراق) وبمن احتل وبمن خرب وبمن قتل ‘ وبمن تم انتخابه نقيبا للمرة الخامسةعلى التوالي في فضاء انتخابي وزغاريد وتهنئات متبادلة_ وكل شي تحت غطاء الشرعيةالمهنية والانتخابية_ ) وبمن يبحث عن المناصب والامتيازات ويركض خلف المال والشهرة ‘ بل تبحث عن الامان وتوفير لقمة العيش. لم تعد الديمقراطية والدستور والقانون حلم مناحلامه ‘ بل حلمه ان ينجو من هذه الدوامات بعد ان تحولت النفوس والمدن الى انقاض. لمتعد الناس تفكر بالسيادة الوطنية والحرية والعدالة والقانون. وان التجاوز والاساءة علىهذه المفاهيم هو تجاوز على الحياة والمستقبل. خاصة اذا ما عرفنا ان دولا كثيرة تتخذ لهامواقع ومكاتب موزعة في انحاء العراق على شكل قواعد او منظمات او ممثليات ولمنشاهد من يتحدث عنها كما لو انها ظواهر طبيعية في حين انها تخطط وترسم وتصنعمزاج شارع وحياة شعب. ربما نتذكر وعد ( كيسنجر بأرجاع العراق الى 500 سنة الىالوراء ).من خلال مشروع قديم وحلقات متسلسلة من صناعة الخراب المنظم. كل الازماتالامنية والاقتصادية هي ازمات مفتعلة ‘ وقد وفر حكام العراق على امتداد تأسيس الدولةالعراقية غطاءا وذريعة لما وصلنا له من خراب اجتماعي وسياسي وثقافي واخلاقي لذلكلم يحصل اي تغيير او تطور او نهوض .لأن التراتيبية التي تم خلقها ( تراتيبية عشائريةوقبلية وحزبية وعقارية وطبقية من ملاك وتجار وساسة ورجال دين ) هي تراتيبية تلجماي نوع من التغيير وليس من مصلحتها ان تتغير هذه القواعد التي تم التأسيسعليها.نحن نعاني من مأزق معرفي ولكنه يظهر كمأزق سياسي ويتجلى ذلك من خلالتفشي التفاهة والسطحية والجهل وهيمنة لغة الانحطاط والاستعراض وهذه كلها علاماتواشارات تظهر قبل انهيار اي امة او شعب . العالم يسعى لعبور المستقبل ونحن لازلنانتصارع على التاريخ والاساطير والحكايات ونختلف في تفسير الوقائع والاحداث ‘ فيحين اننا ننتهك ونستلب. فتحت تأثير هذه العوامل لا يمكن ان تكون خيارات الجمهورسليمة لأن المجتمع في وضع غير مستقر لا صحيا ولا سياسيا ولا ثقافيا ولا اقتصاديا. كيف سيتم اختيار الافضل في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة وكل الابواب مغلقة فيوجوه الناس وهل سيتم اختيار الاقل سوءا
على اساس فرضية ( اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة ). لكن لو جاء هذا الاقل سوءافهل سيأتي وحده ام انه يأتي وتأتي معه سلوكيات رثة وقيم محنطة تتحكم به ولا يتحكمبها.