مواويل جنوبية / (( رعاية بلا تخصيصات مالية !! ))

جنوبية

عبدالسادة البصري

وُجِدَت الرعاية الاجتماعية في كل دول العالم ، من أجل حماية ورفع الحيف وانتشالالمعوزين والأرامل والمطلّقات والعاطلين والمعوّقين من دوّامة الفاقة والحاجة ،لهذا تجدهافي أعلى سُلَّم الأولوية والاهتمام عند الحكومات التي تجعل مصلحة وإسعاد شعوبهافوق كل اعتبار مهما كان شكله وحجمه !!

لكن في بلادنا تجري الأمور بعكس منطقها القانوني والعقلاني تماماً ، حيث أن الأراملوالمطلّقات والمرضى والمحتاجين ومعهم فئة المتقاعدين الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمةالوطن يقفون في آخر الطابور الذي لن ينتهي أبداً ، لأنه لم يتحرك من بدايته ، يعانونالأمرّين في إدارة شؤونهم الحياتية وكذلك يعانون أكثر حينما يراجعون الدوائر المعنيةبهم دائماً !!

إن الرعاية الاجتماعية ومنذ أكثر من سنتين لم تحرّك ساكناً لمن تم إكمال معاملته ، إذ أنهموفي كل مرة يجيبون السائل عن أسباب تأخر صرف المعونة لأصحابها المستحقّين الذينمضى أكثر من عامين على إتمام معاملاتهم بلا يوجد صرف مالي ، لأن التخصيصاتالمالية متوقفة !!

يا للتساؤل الأجدى والطامة الكبرى ويا للعجب ، التخصيصات المالية للبرلمانيين وسواهمولهذا وذاك من الصرف غير المعقول متحركة وعلى مدار الساعة ، فقط تخصيصات الرعايةالاجتماعية للأرامل والمطلّقات اللواتي يزداد عددهن كل يوم متوقفة ، أيعقل هذا ؟!

أيّ وطن هذا الذي لا يعير أهمية لأبنائه المحتاجين ؟!

وأيّ وطن هذا الذي يترك نساءه الأرامل والمطلّقات على قارعة الطريق يتسولن لقمة العيشوقد تكون باهظة الثمن أحياناً ؟!

وأيّ وطن هذا الذي لا يراعي حرمة بنيه الذين خدموه طيلة سنوات شبابهم حتى عبرواالستين من العمر ؟!

وأيّ وطن هذا الذي تعطيه كل شيء ولا يعطيك غير الألم والفاقة والعوز والقهر والتشرّدوالنوم على الأرصفة ؟!

يا للوطن المنهوب من قِبَل مَنْ لا رغبة لهم سوى السيطرة على مقدّرات الناس ونهب خيراتالبلاد كيفما كانت من خلال زرع الفتنة والطائفية والمحاصصة المقيتة وعدم التفكير إلاّ بماتتطلبه مصلحتهم الخاصة ؟!

ويا للوطن الغارق في فساد لم نقرأ مثيلا له في كل كتب التاريخ !!

يا سادة يا كرام ، وانتم تتشدقون بمحبة الوطن وخدمة أبنائه ، ارحموا الناس من ما همفيه وانتشلوا البلاد والعباد من هذا الخراب المستفحل ، واعلموا أن الشعارات والخطبالنارية لن تصنع بلداً ، بل العمل الجاد والمخلص والنزيه هو الذي يرتقي بالبلاد ويجعلهافي أعلى مراتب التقدم والازدهار والعمران ، والأهم من كل شيء هو احترام الناس والعملعلى إسعادهم لأن الإنسان هو أعلى رأس مال في الوجود ، وكلّنا نعرف أن خير الناس منْنفع الناس ، لا مَنْ خدعهم وسرقهم !!

الرعاية الاجتماعية مهمة جداً وبلدنا يعجُّ بأعداد هائلة من الأرامل والمطلّقات واليتامىوالعاطلين ، التفتوا إليهم وقوموا سريعا بحلِّ مشكلتهم لا تتركوها تتفاقم وتطوحهم الريحيمينا وشمالا ، ولتنطلق التخصيصات المالية كي تفتح لهم بعضا من أبواب السعادة فيالأقل !!!

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *