السفير / د. لقمان فيلي – برلين
تحل علينا هذه الايام الذكرى السنوية لقمع الكورد الفيليين من قبل النظام البعثي المقبور،فمنذ العام 1980، تمت عمليات المطاردة والاعتقال والاعدامات والمقابر الجماعية بحقعشرات الاف المواطنين من هذا المكون العراقي الأصيل بحجة التبعية لايران وان كانو ابناءهذا الوطن لاجيال طويلة، وامتلأت سجون البعث المقبور بخيرة شباب هذا المكون، وازهقتكثير من ارواح الكورد الفيليين لا لذنب ارتكبوه سوى لانهم وقعوا ضحية السياساتالشوفينية للبعث، التي لا تعرف غير الاقصاء والعنف والتعصب القبلي والقومي.
وقد جرت محاولة سلب وطنية هذا المكون حينما اُسقطت الجنسية العراقية عن اكثر مننصف مليون كوردي فيلي حسب القرار 666 الصادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل سيءالصيت بتاريخ 1980/5/7. ليتم بعد ذلك تجريدهم من اوراقهم الرسمية، ومصادرةممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، وسرقة حقوقهم بشكل علني وفي وسط النهار مع صمتدولي، في واحدة من ابشع الجرائم الانسانية والاقتصادية التي اُرتكبت بحق هذا المكون.
ونحن اليوم نستذكر تلك الفواجع التي تعرض لها هذا المكون، ونسترجع اهات الامهاتالمفجوعات على اولادهن، ونستذكر حرقة قلوب الاباء على ما بنوه من عوائل وحياةوسعي للعيش بكرامة وعزة، ليجدو انفسهم اما مطاردين على الحدود، او بين جدران الموتالبعثي الشوفيني، نرى ان قضية الكورد الفيليين لم تأخذ مساحتها المطلوبة وان الحيفالذي شملهم لم يعالج بعد ونراها تسير نحو طي النسيان والاهمال، اذ يتم تسليط الضوءعلى ما عانوه من ظلم وحرمان وتجريد من اغلى ما يملكه المواطن، وهو الانتماء.
ولا يسعنا في هذا المقام، الا أن ندعوا بالرحمة والغفران لكل شهداء العراق من الكوردالفيليين واخريين، مدفوعين بالايمان العميق بأن هذا المكون الاصيل هو جزء منديموغرافية ونسيجه الاجتماعي وتاريخ العراق وهويته، و احد بناته الاوفياء.
سلام على شبابنا الذي دفنوا في مقابر لم يعثر عليها، وعلى امهاتنا الذي انتظروا ابناهملامد طويل فمنهم من غادرت الدنيا حزينه ومنهم من تنتظر شم عظام ابنها ولا تعرف له منقبر.
الرحمة والخلود لشهدائنا الفيليين ولشهداء العراق الابرار جميعاً
والسلام على الخالدين في القلوب والخالدين عند الله تعالى في جنات النعيم.
لقمان عبد الرحيم الفيلي – برلين