روح هاملت في جسد سرد نبال

روح هاملت في جسد سرد نبال

الكاتب المسرحي :-كافي لازم
قدمت الفرقة الوطنية للتمثيل مسرحية سرد نبال
اخراج وسينوغرافيا :-عماد محمد
تاليف:-د.خزعل الماجدي
التأليف الموسيقي:-قيس حاضر
تمثيل:-ميمون الخالدي/فاطمة الربيعي/بتول عزيز/طلال هادي/زمن علي/سعد عزيز/صادق والي
يوم العرض الاربعاء ٢٣ آذار عام ٢٠٢٢
ملك اشوري يبحث عن السلام ونبذ الحروب هذا ماكان يريد أن يؤكده الباحث والكاتب د.خزعل الماجدي في حفرياته التي لاتنقطع عن حضارة الرافدين.
أن الذين دونوا التأريخ واختصروه على الملوك والاباطرة الذين خاضوا الحروب الكبرى حصرا لااحد كتب عن ملك طيب الا ماندر ولم يتم التركيز على عادات وتقاليد الشعوب.
أن أغلب ملوك الحروب هم طغاة وليسوا بصالحين يدمروا الحرث والزرع وكل شيء في طريقهم وبالتالي الشعوب المقهورة هي الخاسر الأكبر بما فيهم شعوبهم المنتصره.
الا ان الأنا الإلهية الراسخة عند هؤلاء إلى حد الاستفحال نقشوا أسمائهم في حجر لايصدأ .
من المؤسف دائما التاريخ الذي بني على الغزو وقهر الشعوب هو الذي يخلد وان كان سلبياً حتى تاريخنا الحديث لا يخلو من هذا التوجه ونحن بالاخص عاصرنا هذه الحالات.
كل هذه الافكار حملها المخرج المقتدر عماد محمد لتجسيدها في عرضه المسرحي.
إننا في العرض المسرحي أمام ملك اشوري اسمه سرد نبال ينشد السلام والحرية دون أن يدرك حتى الحرية لابد لها أن تكون مسلحة أيضا كما هي الحرب.
هذا إلى جانب تعرضه إلى مؤمرات داخلية من اقرب الناس إليه بما فيهم زوجته .
أشد مايؤلمه أن والدته هي أيضا ساهمت بالتأمر عليه وبقوة أعلنت عن طموحاتها بالزواج من البستاني علما بأنها تأمرت ع قتل أبيه الملك.
هنا تجسدت لدينا قصة هاملت المشهورة حتى مشهد مناجاته لوالده في ديالوك فكري يظهر كشبح نظيرا لوالد هاملت مع اننا نرى ابا هاملت ملك جليل لكن ابا سرد نبال هيكل عظمي مرعب.
هذا ماجسده في الاداء وبخبرته الطويلةبالصوت والإلقاءالفنان المقتدر د.ميمون الخالدي الذي مثل دور الملك سرد نبال مع أن الايقاع بشكل عام يتصاعد هنا ويخفت هناك كل هذه المؤمرات يقودها رجل الدين الكاهن وخادم المعبدأظهر مايبطن مابداخله لهذا الملك الطيب بالإضافة إلى شخصيته الخبيثة والرزيلة إلى درجة أنه أصبح سمسارا لزوجة الملك ووالدته يسعى إلى تخريب البلاد بأدوات جلها كذب ودجل ونفاق والذي جسد هذا الدور الفنان المقتدر ( طلال هادي) بمسحة كوميدية محسوبة بدقة من خلال فهمه الجيد للشخصية أضاف نكهة خاصة أبعدت المشاهد عن الملل بحركاته الرشيقة وحلاوة ادائه وبما أن المؤلف خزعل الماجدي هو شاعر مجيد اصلا لذا فأن لغة الشعر تفوقت على الجانب الحواري.
لم توظب السينوغرافيا باستعمال الداتو شو بشكل جيد لخدمة العمل .
نعم نحن لسنا مع تقديم ديكورا استاتيكيا كما قدم في مسرحية كلكامش قبل أربعين عاماً في الفرقة القومية لكننا بنفس الوقت نطمح أن نرى صورا فاعلة ومؤثرة في شكل العرض المسرحي اللهم إلا في لقطة واحدة عندما استخدم الملك لعبة( البولنك).انا رأيت عملا قبل مدة أن ممثلا خرج من عربة قطار أو من خلف ستار وكأنهاحقيقة .
هذا إلى جانب الفقر المدقع الحاصل في أدوات الشغل المسرحي وقطع الأعمدة البائسة التي تخلو من الإيحاء بأن هذا البلد( بلد عظيم) .
فضلا عن استخدام البخور في المعبد قد أثر على الصورة وأصبحت أكثر ضبابية طيلة مدة العرض كما أن استعراض العراق في دقائق وصولا إلى ثورة تشرين كان غير موفقا ومن المؤسف أن نرى ممثلا لايتحسس بقعة الضوء.
أما الفنانة سيدة المسرح فاطمة الربيعي رغم دورها المحدود فقد كانت فاعلة ومؤثرة ضمن السياق العام للعرض كذلك الفنانة المقتدرة بتول عزيز (زوجة الملك)كان لها حضورا جيدا .
أما الفنانون زمن علي /سعد عزيز/صادق والي كان من الممكن استثمار طاقات هؤلاء الفنانون المتميزون في بناء شخصياتهم بشكل أفضل لاسيما النص يتحمل ذلك في تفعيل وصعود الأحداث .
الموسيقى كانت في مستوى الحدث تماما وإيقاعه بشكل مؤثر ومتوازن من تأليف الموسيقي قيس حاضر

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *