تهنئة للمرأة العراقية ولكل نساء العالم بيومهن العالمي في الثامن من آذار :
سلام صادق
احتجاجاً على مايجري ، أراكِ واضحة كامرأة ليست في مرآة
____________________________________________
سيدتي ..
حتامَ يظل كحلك يذرف السمرة في اجفان لياليهم
ويجحدون دمعتك الطويلة حتى وجنة امي
هل طال عواطفهم جفاف الصحراء
واستحوذ على تلافيف ادمغتهم زمن الغطرسة والبطش
وانت -ورغم الموت- مازلت منهمكة بحلم اخضر لايذبل
وبشرائط حمراء في شعور البنات
تتحدثين عن قوس قزح الرؤيا ..ويرطنون من اجل ان يعم السواد ويزدهر الحرمان
لكن أنىّ للصلصال ان يفصح عن شغاف اشواقه
وأنىّ لعريف الشرطة ان يدرك قوانين الحب والحياة .
قد تدلهم السماء بسطوة خرقهم المنشّاة
وينحسر الفضاء امام سرب الفراشات
لكنها الاطياف وحدها ستقول شيئا عن الآتي
شيئا لايفقهونه
شيئا عن نواقيس من زهور رقيقة ترقص في حدائق وحشتهم
فخذي النهر يسهر في مخدع حشرجاتك ليغسل ادران الكهف فيهم
ويتركهم في عري ارواحهم الماحلة راكسين في أطيان جهلهم وعنجهيتهم البائدة
فذاكرتهم هواء الكآبة
وأنفاسهم خواء الاختناق
يريدون للظلمة ان ترتع في بهاء محياك
ويأبون على الضوء ان يغسل الجدران العالية التي شيدت حولهم وحولك
فهم ديناصورات الهزيمة على امتداد ذرائعهم الخاوية
يريدون لطلاء زنزاناتهم القديمة الجديدة ان لاينسى لونه ومعناه
يريدون لكِ ان تسرحي في افق ضيق من غرف نعاسهم البليد وتثاؤبهم النتن
ليطلوا على العالم فقط من نافذة شهواتهم الرخيصة آخر الليل
بعدها يسدلون ستائر لذائذهم ويعلنون انتصاراتهم في غزوة السرير .
يريدون لكِ ان تحرقي تقاويم نزوعك للحرية ليحبسوا رسائلك المعنونة للنور والحياة في ادراج صبواتهم الزائفة
يريدون ان يخطوا شعارات اشباقهم على رغباتك المغدورة وارادتك المدحورة
يريدونك عطرا في متاحفهم وثيابهم الاثرية وصولجاناتهم المنخورة
ونسوا انك البدء وانت المنتهى
وانك من يعطي للمعنى مخالبه
وللورد اشواكه
للصورة اطارها
وللحياة رحمها وحبل سرتها المبارك من دفء دماك .
صوتك دم لاينفك يسيل منذ اول ( عائدة) ماعادت وحتى آخر ( انسام) ستهب
صوتك خفقة الله في الأفئدة
وصوتهم زئير اسد محنط لايخيف
سينكسون هامهم امام الذعر من كبرياءك النبيل ، وسيطأطأون رؤوسهم المقمطة بشاش الجاهلية امام هفهفة مناديلك وراياتك
المزدهاة .
اخبطي في موج الجرأة
انفضي على اعتاب فحولتهم المتهاوية بقايا حطامك
هربّي نشيجك حتى رمقهم الأخير
واسلمي لنفسك قياد أنفاسك
على هدي امرأة كنجمة
تفضح اشباح العتمة
و تشعل جذوة الوقت تضرم اصابعها
لتتركهم في رماد غيبوبتهم يعمهون .
لن تسبحي في اشباق شهواتهم كفريسة
احقني الجدوى في ارواحهم المحنطة
سيتأبط كل منهم حتفه تحت عباءته ويتكور ليكرّ عليه سباته المزمن .
فانت دوما من تطعمين انتصاراتهم عليك حنظل هزائمهم
لانك من ارضعهم عصارة روحه
لكنهم يأبون الا ان يبقوا جوعى حتى الابد
وحتى تسطو الكوابيس من جديد على كنوز الذاكرة
وتعشعش تجارب الطاعة في تلافيف ظلالاتهم
اريهم ان الحرية لم تعد صغيرة لاتفهم ماتقولين وما تريدين .
سيخسرون المجابهة
فلا حصانة لعصور الوأد
ولا عصمة لعقول تأبى ان تغادر مواضعها
دلّي سراديب وحشتهم على شفق جديد
انهم يريدونك جثة تتعفن في الظل يجهزون عليها بالكراهية
فاجهزي عليهم بالحب
وانزعي اقنعتهم التي يتلبسونها في مهرجان همومك
فانت بريق الذاكرة الذي يعاند غموض وصاياهم
فاصفادهم عادت ترن في جولتها الاخيرة
فلا تتركي موسيقى غدك يعزف النشاز عليها كيد المومياءات واصابع الخرافة
حيث الآتي هذيان الجن فيهم
وعالمهم كهوف الغبار
وانت رسولة الضوء والحياة .
لن يشيدوا حائطا شاهقاً للبكاء
ومقاصل يقطعون فيها جدائل الامل.
_______________