خائن ! طلقني!  … نادية الكتبي

خائن ! طلقني! … نادية الكتبي

نادية الكتبي

كم من اسرة تهدمت بسبب نزوة سخيفة وتسببت  بفاروق الزوجين وانتهت بالطلاق   وتزعزع بيت الزوجية وتدمرت نفسيات الاطفال،  بل غرقوا في متاهات مليئة بالعقد النفسيةواصطدموا بقساوة المجتمع عليهم.

فهل من الضروري ان تنفعل الزوجة وتطلب الطلاق من اجل ارضاء غرورها وعدم المسبكرامتها باعجاب زوجها لامراة اخرى. علما ان الدين الاسلامي يحلل الزواج بأربعه..

لست بفيلسوفة ولا اتحدى المجتمع النسوي بمقالتي هذه. انما ارى ما ارى من ضياعللأطفال و المراهقين و الشبان بسبب انفصال وطلاق  الوالدين . وفي الحقيقة ان الانانيةلدى البعض تستجدي بهم لتدمير حياة أسرة كاملة من اجل التلذذ بالانتقام. فحياة واحدةمقابل ٣ او ٤ من الاشخاص وبيت كامل  سهل تدميرهم كانتحاري يريد الانتقام فيفجرنفسه وغيره من اجل فكرة ما في راسه.

ماذا لو عكسنا الامر وطلبنا تضحية الام من اجل اسرة كاملة واطفال عدة.. لتجلى الامرببقاء صرح الاسرة سليما باطفال تحت رعاية الام والاب . بالإضافة الى ذلك بعض الاولاديشعرون ويقدرون هذه التضحية من الام فتعيش معززة مكرمة بين ابنائها بعد ان يكبروا وتشتد سواعدهم. وبالطبع لا يخلو الامر من عقوق الوالدين فهناك ابناء غير بارين ولايعترفون بهذه التضحية على العكس يقولون لامهم لم تحملت الالم و الاذى,  كان عليكالانفصال.. ولكن حتى في هذه الحالة الصعبة تكون الام المضحية قد قدمت لنفسهاوامومتها كل ما تملك من قوى وصبر فان عاشت كانت فخورة بامومتها وان توفيت فكانتخير الام الصالحة.

بالطبع هناك حالات شاذة ولا تستطيع الام البقاء بها على ذمة زوجها ويحميها الشرعوالقانون بالطلاق والانفصال. لكننا هنا نتكلم بشكل عام عن حالات الطلاق المتزايدة بسببنزوة الرجل الذي تعتبره الزوجة خائنا لحبها وبحقها . صحيح ان الخيانة غير مقبولة لاانسانيا ولا اجتماعيا ولكن على المراة ان تكون عقلانية ومنطقية بعض الشيء وتزن الاموربميزان الحكمة والوعي. فليس المراد ان نسمح للرجل بالخيانة, انما الهدف هو تقليل فرصهدم الاسر والبيوت ونفسيات الاطفال الذين هم ضحايا لهذا الاب المستسلم لشهواتهونزواته وتلك الام المتشبثه بآرائها الانانية.

من ناحية اخرى الدين الاسلامي بدوره يشرع للرجل زواجه من اربعة , وبالطبع هناكحالات لتشريع هذه الزيجات وحتى في حال تطبيق كل البنود الشرعية لن تقبل المراةبالعموم ان يتزوج زوجها وتعتبره خائنا لحبها وحقها. لكن الموضوع ليس موضوع خيانةاطلاقا فلكل مقام مقامه و لكل حالة احكام.

وبنهاية المقال اذكّر كل أم انها انجبت لتهب حياتها لابنائها..

وكما قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ” من فقد الاب فقد الامان ومن فقد الام فقدالامان والحنان

فيا من تريدون الانجاب فكروا جيدا بقراركم ولا تحرموا ابناءكم الحنان والامان فوالله لا خيرفي مجتمع ابناءٍه شتتوا ولم يتعلموا التضحية من أهلهم.

 

 

(Visited 130 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *