د. رقيق عبدالله
كاتب جزائري
في علاقة المجتمع بالفعل الثقافي مارس متلبس الحقل الثقافي فيما يسمى مثقفا عمليةالإكراه الفكري المنتج للتطبيع الثقافي المجتمعي، و الذي ترفضه الثقافة النوعية التيتقوم على علاقة واعية بين الأطر الثقافية و انماطها من جهة و مدلولات الحتميات الثقافيةمن جهة أخرى.
ان فكرة الإكراه الثقافي الممارس متولد من التفكير الجزئي الذي ينظر صاحبه إلى الفعلالثقافي مبتوراً من سياقه الاجتماعي ومنفصلاً عن قاعدته الكلية العامة الذي هو فيالحقيقة جزء منها، و أصيب المثقف أو المشتغل في الحقل الثقافي بعمى الالوان و رأى أنالثقافة هي الأدب أو الشعر، الفلسفة أو الفن، الفلكلور او صالونات الأمسيات.
هذا التفكير خلق نمطا ساكنا للفعل الثقافي و اعتقد المثقف أن الحقيقة موجودة فيالألفاظ أو في مخياله الخاص و برامج مشاريعه ذاتية المنفعة، وأنها هي معيار الحقيقة وبها يبنى الفعل الثقافي.
لقد وقع المثقف في إشكالية التفكير الساكن المعتمد على المفاهيم البعيد عن الاشتباكالمحرج في واقعية المجتمع و تحولاته و أراد بهذا التفكير إخضاع حركة الواقع إلىمفاهيمه النظرية و الأجدر أن يخضعها إلى حركة الواقع.
لقد حاول المثقف أن يمارس مراوغة التفكير التقابلي الذي لا يفعل و إنما يقابل الفعل لايهامالمجتمع أنه ينتج فعلا ثقافيا واعيا و ركز المثقف و اقصد متلبس الحقل الثقافي على حالةانتباه المجتمع لتلك المراوغة و ابطل حركتها أنها عبقرية مجتمع. هنا أخذ المثقف في جرالثقافة إلى التفكير الانابي و استنجد بحقب التاريخ و أشعارها و باسئلة زمان غيرزماننا، استدعي ابن رشد لكي يجيب و اكتفى المتلبس الثقافي بالمتنبي مثلا.
ان الفعل الثقافي الواعي يرفض التفكير الإنابي الذي يجبرنا لكي نكون وفق مسارات غيرمساراتنا.
ان هذه الإشكالية جعلت من الثقافة تعيش الخيارات الواحدة و تكرر الأساليب الثقافيةالتاريخية المعيشة دون خلق فعل ثقافي نوعي يحمل المعنى و المصير ….
….يتبع