ابراهيم بهرزي
تابعت امس لقاء تلفزيونيا قديما مع الروائي المصري الراحل يوسف السباعي على قناة ماسبيرو المصرية .
رغم ان قراءاتي قليلة لرواياته في مطلع حياتي قياسا لروائيين مصريين وعرب اخرين لأسباب ستكون مفهومة اخر هذه السطور الا ان مشاهداتي لاعمال سينمائية مأخوذة عن اعماله ربما تكفي لاعتباره كاتبا ذي تأثير في عصره ،روايات مثل ارض النفاق والسقا مات ورد َّ قلبي وبين الأطلال وغيرها من الرومانسيات السينمائية المؤثرة التي حملت توقيعه ،
كان الراحل السباعي يتحدث في حواره عن قضايا اجتماعية وثقافية عامة ،فكان حصيف الرأي ،بهي الأفكار ، عذب العبارة مقنعا في كل ما يذكره وله حضور أسر في متابعيه ..
وانا اشاهد المحاورة سرح ذهني الى العام ١٩٧٨ وكنت طالبا جامعياحينهت يوم بلغنا نبأ اغتيال السباعي في قبرص على يد مجموعة (ثورية )فلسطينية (في الحقيقة كان احد المنفذين عراقي ) ..
سرح ذهني الى تلك اللحظة الزمنية وشعرت بخجل شديد لمشاعري السعيدة حينذاك بسبب تصفية (عميل ) ذهب مع السادات في زيارته التاريخية لإسرائيل !
كان الرجل حينها رئيسا لتحرير احدى الصحف القومية المصرية الكبيرة الذين اصطحبهم الرئيس السادات معه ..
كان الرجل صاحب رأي في الصراع العربي الفلسطيني ،وهو الرأي الذي اعتمدته منظمة النحرير الفلسطينية نفسها فيما بعد!
فأية مشاعر (ثورية ) تلك التي تجعلنا نهتز فرحا لاغتيال كاتب مبدع عربي وانسان كان حينها يترأس اشهر منظمة محسوبة على المعسكر الاشتراكي (منظمة التضامن الافرواسيىوي ) والتي كان نائبه في المنظمة احد اعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي !
في ضجة المشاعر الثورية تتناقض المواقف فينا بشكل مضحك !
قلت ان كتابا مثل يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبدالله قد أبعدنا عنهم النقد اليساري المصري والعراقي الذي كان مهمينا على الساحة الثقافية ،او لم يحببهم إلينا على اقل تقدير
والحقيقة ان الثلاثة كتاب كبار لمن يقرأهم بإنصاف دون نزعات ايديولوجية متعصبة ..
تمر ازمنة علينا لا ننصف فيها خصومنا ولا أنفسنا ،وفِي كل الأحوال كلنا خاسرون !