علاء الخطيب
كورت زوما لاعب كرة قدم فرنسي يلعب لنادي ويستهام ، ركل في ساعة غضب قطته، داخلمنزله ، وشاء حظه العاثر. ان يسرب فيديو لهذه الحادثة ” العظيمة ” فقامت الدنيا ولمتقعد ، وانشغلت. وسائل الاعلام ومراكز القرار وشركات الاعلان “بركلة زوما” التي دخلتالتاريخ من اوسع ابوابه .
وحلت الكارثة على النجم الذي لم ينفعه الاعتذار ولا التوسل للقطة والتشبث باذيالها كيتبقى وتسامحه.
فشركة ” اديداس adidas ” الغت تعاقدها مع زوما، ونادية خصم من راتبه اجر اسبوعينالبالغ 250 الف جنيه استرليني ليمنحها لجمعيات الرفق بالحيوان.
اما الشركات الراعية للنادي فقد قامت بتعليق رعايتها ودعمها المالي كشركة Vitality UK ولازالت شركتي Experience Kissimmee و Yield App ينظرون في الموضوع كذلك.
و لعظمة هذا القطة ودورها التاريخي في صناعة الحياة وباعتبارها، رمزاً لازدهارالاخلاق ونهضة البلدان ، فقد توسع الامر ، ووصل الى الحكومة الفرنسية، التي توعدتمحاكمها زوما بالسجن لمدة 4 سنوات، وسيواجه الطرد من ناديه.
الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات من جانبها وحرصاً على سلامة القطةالمحظوظة ، قررت الاحتفاظ بالقطة حتى إنتهاء التحقيق في القضية.
المحامون في فرنسا راعية حقوق الانسان استنفروا كل قواهم للدفاع عن القطة ذاتالشرف الرفيع ، ورفعوا دعوى ضد تعيس الحظ زوما يطالبون بمنعه من اللعب فيمنتخب فرنسا وسجنه لمدة اربع سنوات طبق المادة 113-6 من قانون العقوبات الفرنسي.
يالها من مهزلة !!!!!
كورت زوما ركل القطة برجله ، لم يطلق عليها النار ولم يحاصرها او يمنع عليها. الدواءوالغذاء . لم يطلق زوما الصواريخ على الشعوب ولم يمارس العنصرية ضد القطة ، وفضلعليها قطط اخرى.
زوما لم يدافع عن الدكتاتوريات التي تتحكم بالشعوب ، ولم يزود حكام الغلبة والاستبدادبالسلاح والطائرات ، ومع ذلك قامت الدنيا ولم تقعد لارتكابه جرم عظيم .
يالهذا القانون السافل الذي يحمي القطط في الغرب ولا يحمي الانسان في الشرق.
القانون الذي يدافع عن حقوق الحيوان ويعوضه عن الضرر الذي يلحق به ولا يعيراهمية لشعوب تهان و تقتل وتباد باكملها .
ركل القطة جرم لا يغتفر اما نهب ثروات الشعوب وتدميرها وتجويعها مسألة فيها نظر .
قتل امرئ ٍ في غابة مسالةٌ لا تغتفر
وقتل شعبٍ امنٍ مسألة فيها نظر
ركل القطة ليس أسوأ من العنصرية. وليس اسوء من القتل ، فهناك لاعبين وجهت لهم تهمبالعنصرية ولكن لم يمسسهم سوء، وهناك دول تقتل الاطفال والحيوانات وتجرفالاراضي وتهجر البشر ، ولم يحرك هذا الغرب ساكناً .
ويبقى السؤال: هل ما فعله كورت زوما ، أسوء مما تفعله بعض الجماعات المستهترة ؟؟
و هل كرامة القطة اعظم من كرامة الانسان .
لقد انتفض الاعلام الغربي ضد زوما ولم يتحرك ضميره ضد انتهاكات حقوق الانسان فيمشرقنا ومغربنا .
و في وطننا فلا كرامة للقطط ولا كرامة للانسان ، فلا احد ينتفض لامتهان كرامتنا؟
و يصمت اعلامنا وناشطينا عن مشاهد الخزي والعار، وهم يرون ان شاباً يضرب ” بالنعال “ على وجهه وفمه ويحلق رأسه ، لانه تفوه بكلمات يعتبرها البعض غير لا ئقةبحق ” زعيم “ولم ينتفض احد للدفاع عنه
انه العهر يا سيدي ، انه سقوط الاخلاق وانحدار القيم .