مواويل جنوبية

عبدالسادة البصري

(( طالب غالي .. فنان متعدد المواهب أهمله الإعلام ))

قبل أيام قلائل مرّت ذكرى رحيل فنان الشعب فؤاد سالم ، الذي يرتبط بصداقة طويلة مع الفنان طالب غالي ، من حيث الانتماء المديني والفكري والإنساني والفني ، هاجرا معاً ، واشتركا منذ انطلاقتهما الأولى معا بنشاطات فنية كثيرة ، لا أريد الحديث عن الراحل فؤاد بقدر ما سأتحدث عن الفنان الكبير طالب غالي الذي بدأ مشواره الفني مع الفرقة البصرية مطرباً وشاعرا وملحناً وممثلا عام 1965 ، قدّم مع بقية أعضائها ألحاناً في جميع حفلاتها ، كما اشترك في برنامج ( وجوه جديدة ) الذي كان يقدم في تلفزيون الإذاعة العراقية !!
فن الاوبريت الذي كانت انطلاقته الأولى في العراق عام 1969 من خلال أوبريت ( بيادر خير ) في البصرة شارك فيه طالب مغنياً إلى جانب صديقه فؤاد سالم ، ثم لحّن أوبريت ( المطرقة ) عام 1970 الذي قدّم في قاعة الخلد ببغداد ، لينطلق بعدها بتلحين المسرحيات الغنائية ( العروسة بهيّة ،، ليالي الحصاد ،، المؤسسة الوطنية للجنون ) التي قدّمتها فرقة نادي الفنون في البصرة !!
بعد هجرته القسرية هارباً من بطش النظام الفاشي المقبور لحّن مقدمات ونهايات غنائية وموسيقية للعديد من المسلسلات التليفزيونية لمؤسسة الإنتاج ألبرامجي المشترك لدول الخليج العربي في الكويت ، كما لحّن ثلاث مسرحيات للأطفال في الكويت هي ( سندريلا ،، الطنطل يضحك ،، سندس ) !!
اشترك مع صديق عمره فنان الشعب فؤاد سالم في العديد من أغانيه ملحّناً ، حيث لحّن أكثر من 25 أغنية لفؤاد منها ( حبيناكم ،،تسافرين ،،بيت العراقيين ،،حنّه يبويه رفاكه ،،أريدك نبعة لأيامي ،،عمّي عمّي يبو مركب ،،أول هوى وآخر هوى ،،هلي بيض الدشاديش ،، أم راشد ،، وغيرها ) !!
لحّن القصيدة الفصحى التي يعشقها شاعرا مثل ( دجلة الخير للجواهري ) و( غريب على الخليج ، أنشودة المطر للسياب ) و( سالم المرزوق لسعدي يوسف )و( عاد الربيع لطالب غالي ) كما لحّن قصائد لــ ( محمد سعيد الصكار ، عبدالكريم كاصد ،عدنان الصائغ ، خلدون جاويد ، عبدالستار عبد ثابت ) بالإضافة إلى العديد من قصائده أيضا !!
ألحانه سمعناها بأصوات المطربين ( مائدة نزهت ،سيتاهاكوبيان ،سعدون جابر ، علي محمود العيساوي ، صباح اللامي وغيرهم ) !!
أغلب أغنياته كانت من كلمات الشعراء ( علي العضب ، زهير الدجيلي ، كامل الركابي ،داود الغنام ، طاهر سلمان ، أبو سرحان ، كاظم السعدي ) !!
بالإضافة إلى التلحين كان ممثلا ومطربا وشاعرا ، أصدر ديواني شعر هما ( حكاية لطائر النورس عام 1974 في البصرة ) و( تقاسيم على الوتر السادس عام 2010 عن دار المدى )، ونشر العديد من قصائده في صحف ومجلات عراقية وعربية منها ( الأديب البيروتية ،الطريق البيروتية ،الأقلام العراقية ، الكلمة ،، وغيرها ) !!
ما زال يكتب ويلحّن ويقدّم الكثير من فنه رغم بعده عن وطنه الذي أسكنه القلب والحنايا !!
هذا الفنان الكبير لم يقدّمه الإعلام بالشكل اللائق والمطلوب أسوة بالبعض من أقرانه أو حتى بمن جاء بعده ومنهم من كان دونه مستوىً ، لأنه هاجر إلى المنفى هاربا من بطش النظام المقبور حاملا رسالته الإنسانية والإبداعية أينما حلّ فظلّ بعيدا عن جمهوره في الوطن !!
طالب غالي فنان متعدد المواهب يستحق الكثير من تسليط الأضواء عليه ، إذ تجده رغم بعده عن الوطن يكتب ويغني ويؤدي بصوته لوطنه وناسه !!
كم أعطت البصرة من مبدعين لم تسلّط عليهم الأضواء لأسباب كثيرة ، طالب غالي واحد منهم ؟!!
سنظل نردد ألحانه وموسيقاه ونطرب لها كلما سمعناها بصوت فؤاد سالم وغيره ، لكننا ننسى أن وراءها قلباً يسكن جسداً أسمراً كسمرة البصرة وعذباً كمياه شط العرب يحمل بين حناياه الطيبة والألفة والتسامي والنقاء اسمه طالب غالي !!
أدعو الإعلام أن يلتفت إليه والى الكثيرين من أمثاله الذين أبعدتهم الظروف القاسية عن وطنهم وناسهم !!

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *