قحطان جاسم جواد
من ابرز الفنانين الذين جسدوا رموز المحلة الشعبية في العراق الفنان سليم البصري(حجي راضي)وحمودي الحارثي(عبوسي).وقدما سوية عشرات الاعمال الفنية عن المحلة الشعبية وماقيهامن مشاكل وهموم. الفنان الحارثي ممثل ومخرج درس الاخراج وحصل على الدكتوراه لكنه لم يحقق النجاح كممثل مع شخصية عبوسي المحببة لدى الناس، بحيث ان الناس تنسى اسمه او تتغاضى عنه وتطلق عليه عبوسي ،وربما ذلك سبب له ازعاجا بينه وبين نفسه لأنه يعتقد ان مقدمهيتجاوز الكثير من ما قدمه في شخصية عبوسي. فهو مخرج للعديد من البرامج التي باتت علامة مميزة في تاريخ التلفزيون العراقي يذكر منها الحارثي برنامج الرياضة في اسبوع مع مقدمه الشخصية الشهيرة واللامعة مؤيد البدري ،وكذلكبرنامج العلم للجميع لمقدمه الشهير كامل الدباغ. وغيرها من البرامج النقدية والحوارية. كذلك اخرج الكثير من الاعمال الدرامية بعد ان حصل على الدكتوراه في الاخراج السينمائي. ويتساءل لماذا ينسى الجمهور كل هذا التاريخ ويتذكر عبوسي فقط! اليس هذا اجحافا بحق الحارثي. وشخصية عبوسي لم تكن تلك الشخصية التي كتبها حجي راضي بداية الامر كصانع الحلاق الثرثار. بلطورها الحارثي واعطاها الاسم بنفسه واضاف لها الكثير من الحوار بعد ان كان حوارها مبتسرا. وبذلك توائمت مع شخصية حجي راضي .وعملا سوية لصناعة مجد تحت موس الحلاق وحققا شعبية طاغية بين الناس. اعتقد ان هذا الامر هو الذي يجعل الحارثي ربما يتضايق حين تسميه عبوسي وتنسى دوره الكبير في الفن. إلى جانب ذلك الحارثي يعيش اليوم مغتربا في منفاه الهولندي ويعمل نحاتا واعماله تباع بالشيء الفلاني بعيدا عن منغصات عبوسي وحجي راضي. ويحمل هذا الفنان وفاء كبيرا لصديق دربه الراحل سليم البصري،اذ انه يزور قبره في كل زيارة للعراق ويقف امامه ليتذكر كيف انه شيعه الى مثواه الاخير لوحده مع قله قليلة جدا من الاصدقاءوسائق التاكسي الذي تبرع بنقله مجانا بسبب حبه لهذا الفنان الكبير، بعد ان رفضت زوجته استقبال جثمانه وطلبت دفنه مباشرة بدون ان يزور جثمانه منزله كما جرت العادة لدينا. حموديالحارثي فنان يمتلك حسا فكاهيا وصاحب نكتة وينظر للأمور بواقعية شديدة ولأيحمل الاشياء فوق طاقتها. غادر العراق بعد ان وصل الى حافة الجوع التي سببها الحصار اللعين ايام التسعينات والمضايقات التي احدثها لدى الناس كافة، وعلى وجه الخصوص للفنان المبدع الذي لا يجد وظيفة اخرى يعمل بها غير فنه النبيل. سافر الحارثي مع عائلته زوجته القديرة مخرجة مسرح الاطفال الفنانة منتهى محمد رحيم التي توفيت قبل سنوات قليلة وابنه الحارث واعتقد انه سلك طريق والده في الفن. تحية لنجمنا المحبوب حمودي الحارثي الذي يؤدي اليوم دورا رائعا في مجال النحت ربما يجهله الكثيرون. أتمنى على الحارثي ان يتفرغ لكتابة مذكراته لاسيما انه عاش ردحا طويلا في التلفزيون ويمتلك خزينا كبيرا من الذكريات ستكون نبراسا للجيل الجديد من الفنانين الشباب.