مدرب اللغة الانكليزية محمد الركابي : اتمنى أن أنضم ّ الى النظام التعليمي الرسمي لأحسّن من واقع تعليم اللغة في العراق

مدرب اللغة الانكليزية محمد الركابي : اتمنى أن أنضم ّ الى النظام التعليمي الرسمي لأحسّن من واقع تعليم اللغة في العراق

 

المستقل – حوار خاص

تنتشر دروس تعلم اللغة الانكليزية على وسائل التواصل الاجتماعي وصولا الى جمهور الراغبين في ذلك، على امتداد الدول العربية مما يجعل المنافسة بين مقدمي هذه البرامج تصل الى اقصاها ، فهي تتنوع بين الملاحظة السريعة ، والتصحيح العابر وبين الدرس العميق ، بين ملاحظات نتيجة تجربة العرب المقيمين في دول مثل امريكا وبريطانيا وكندا واستراليا وبين تجربة مدرسين من داخل الدول العربية نفسها .
محمد الركابي واحد من مدربي وأساتذة اللغة الانكليزية العراقيين الشباب الذين اتخذوا من الفيس بوك واليوتيوب وسيلة للقيام بتعليم اللغة الانكليزية للعرب من داخل العراق ، وقد اتسعت مشاهداته وذاع صيته وانبهر المتابعون به لصغر سنه ، حتى ظنوه مولوداً في احدى الدول الناطقة بالانكليزية وهو ليس كذلك . المستقل التقت هذا المدرب المتميز وسالته عن نفسه وطموحاته وعمله وكيف يقدم دروسه بمستوياتها التامة هذه .
يقول محمد للمستقل :

 


اسمي محمد محسن الركابي، مواليد عام 1993 من عائلة محبة للعلم، فوالدي خطاط نجفي قديم معروف، ووالدتي متخصصة في الفنون الجميلة . تخرجتُ من قسم التحليلات المَرضية لكن سلكَ العمل الطبي لم يستهويني، فعملتُ كمصمِ إعلانات في عدة شركات إعلان، ثم عملت بالصدفة في معهد لغة أهلي و اكتشفت ولعي باللغة الانكليزية هناك . عندما قررتُ أن أجعل تعليم اللغة مساري في الحياة العملية بدأت بدراسة طرائق تدريس اللغة و ليس اللغة بحد ذاتها، لانني كنت اتقن اللغة حينها . درستُ لاكثر من سنتين لأحصل على شهادة بريطانية TESOL التي تعني ” تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها ” التي تعتبر شهادة دولية تسمح لي للتدريس في كل دول العالم بشكل رسمي . عملتُ في المعاهد الأهلية لمدة سنة ونصف ثم افتتحت مركزي الخاص لتعليم اللغة .
هل ماتقدمه من مشروع لتعلم اللغة الانكليزية في العراق والعالم العربي مشروع شخصي او مؤسسي .. وكيف تعرف تاثيره والتفاعل معه.
بدأت بنشر فيدوهات لتعليم اللغة، ودفعتُ من جيبي الكثير من المال في البداية لترويج محتواي بدون أي مردود مباشر، لانني كنت مؤمنًا باني سانجح يوما ما ولم أحصل على التفاعل المطلوب حينها . استمريت بالنشر و ترويج محتواي لاكثر من سنتين بمردود مادي بسيط حتى بنيتُ لنفسي اسماً و سمعة طيبة في الأوساط التعليمية . الان صفحتي على مواقع التواصل فيها أكثر من مليون متابع و العدد في تزايد مستمر . هدفي في بداية الأمر كان شخصياً لكن اللآن افكر بشكل مؤسسي و أطمح الى افتتاح اكاديمية متكاملة تعلم الانكليزية بالطريقة الصحيحة بواقع دراسة لمدة سنتين تمنح شهادة معترفة من وزارة التعليم العالي .
هل ترى اقبالاً في العراق على تعلم اللغة الانكليزية .

هنالك اقبال كبير على تعلم اللغة الانكليزية ليس فقط في العراق و انما في الوطن العربي بشكل عام لانها إحدى أكثر اللغات المحكيّة انتشارًا في العالم كما انها تلعب دوراً رئيسياً في سوق العمل و السير الذاتية، لأي متقدم لأي وظيفة كما انها ستفتح باب القبول لأغلب الجامعات العالمية و السياحة و السفر لذلك أجد اقبالا واسعا على تعلم اللغة .

كيف وجدت مناهج اللغة الانكليزية في المدارس العراقية .
المناهج الدراسية الجديدة في المدارس بصراحة تامة ممتازة لانها تميل الى اللغة اكثر من القواعد، أو ان هناك توازناً فيها بين الاثنين، لكن الاشكال الحاصل في المدارس هو أن اغلب الكادر التدريسي يكون غير كفء حيث اني قابلت عشرات الاستاذة و الاستاذات الذين درسوا لسنين و الاغلبية الساحقة منهم لا يستطيع ان يتكلم عن نفسه باللغة الانجليزية لمدة نصف دقيقة !
أما بالنسبة للجامعات فالاشكال يكون في المناهج حيث ان المناهج و الاساليب المتبعة رجعية و قديمة و غير مجدية بدون أي دراسة . يقضي الطالب الجامعي أربع سنين يدرس الشعر و الفلسفة و النقد و النثر و عندما يتخرج لا يعرف حروف الجر بالانكليزي و انا اتحدث عن الاغلبية العظمى . من المعيب على النظام التعليمي في العراق ان يتخرج طلاب اللغات و الآداب و التربية بعد دراسة اربع سنوات للغة بدون أن يعرفو أوليات التحدث . يأتيني مئات خريجين كليات اللغة الانكليزية بدورة للقراءة و التهجي حيث إن أغلبهم لا يعرف الهجاء باللغة الانجليزية !

بماذا تفكر مستقبلا لتطوير مشروعك هذا ؟:
كما ذكرت سابقا انني اخطط لفتح اكاديمية تابعة لوزارة التعليم العالي بواقع دراسة سنتين يتخرج فيها الطالب بلسان طليق و بدون أي مشاكل لغوية كما سأعمل جهدي على تحسين المناهج المدرسية و مناهج الجامعة .
هل وجدت تعاوناً من الجهات والمراكز الحكومية او وزارة التربية لدعم مشروعك .
في الوقت الحالي لم أجد تعاونا من أي جهة حكومية سوى بعض العروض لاعطاء ورش و دورات بدون مقابل . أتمنى أن اكون جزءا من النظام التعليمي و اعطائي فرصة حقيقية لأغير من واقع تعليم اللغة في العراق.
في الخاتمة أحب أن اقول انني كنت محظوظاً في مسيرتي لكني أيضا اعمل بجد و التوفيق من الله عز و جل.

(Visited 240 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *