امير الخطيب
يوما بعد يوم يزداد الاعتقاد عندي انني اعيش الفلسفة الوجودية بكل تفاصيلها، السريالية، اللامعقول، اللاجدوى، نعم بكل تفاصيلها، فهذا ليس افراز الكرونا، او افراز بقية السنين، انما هو هبوط نحو سماء لا اعرف لها اخر.
سماء تجرني إلى بحور العدم، تتلاطم في مخيلتي أمواج التناسي و تلح علي ان ابتعد الى ما لا نهاية، الى اين، لا ادري، لكنها تلح عليّ، تصرخ في اعماقي، ان اذهب، عليك ان لا تعود، ابحر في العدم، لانه خلاصك الوحيد، الهبوط الى السماء لا يعرفه الا الراسخون في العلم، او اولائك الذين يكتبون بنيوية غائرة في المعنى، لا شيء عندهم سوى المعنى، اقول لهم: لقد تغيرت المعاني و لم تعد تجدي، اهتف باعلى صوتي تارة و اهمس لهم تارة اخرى، لكن دون جدوى.
لكل واحد منا نحن البشر قراءه تختلف بالضرورة عن قراءة الاخر، فالمعنى اجوف، و الإدراك اعمى، لكل فرد منّا فهمٌ مختلفٌ عن فهم الاخر، يقول اولائك الانبياء، لا، هذا ليس صحيح؛ الكل يجب ان يفهموا ما نقصد كاسنان المشط، قطيع واحد…الهبوط الى السماء غناء في العدمية، شهيق طويل واحد حد الموت، تصوّف بذات واحدة، ذات العدم.
ان تحتسي نخبك بعيدا في غابة لا يعرفها اي انسان، ان تكون عريانا امام وحدتك و تلعق جراحك بفم يابس، عندها لن يؤاخذك احدا، ينعتك انك خدشت الحياء، و ان تيبس الدم في عروقك، لن تجديك نصائح الانبياء و لا الفلاسفه، او حتى المثقفين.
عد الى ذلك الدهليز المظلم، عد من اين اتيت الى هذا العالم، فهذا العالم اللامعقول هو من ينشط الحياة فيك الى العدم، لا شيء سوى العدم
امير الخطيب