المستقل / وكالات
لم يَعًُد التنافس الامريكي الصيني ينحصر في مجال الاقتصاد فحسب ، بل وصل الىالتنافس العسكري ، وقد يعيدنا الى حقبة الحرب الباردة بين السوفيت والولايات المتحدة، والى برنامج حرب النجوم الذي شغل العالم في العقود الاخيرة من القرن المنصرم وكانت هناك دوائر مخابراتية أنشأها الامريكان لمراقبة ومتابعة السوفيت في هذا المجال، واليوم يلقي التنافس بضلاله على العالم .
فقد أصبحت خطوات الصين في مجال التكنولوجيا الناشئة تقض مضاجع مسؤولينفي الولايات المتحدة بشكل متزايد، إذ تتواتر التصريحات المحذرة من إنجازات الصين فيمجال التكنولوجيا الجديدة والناشئة.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه قلق بشأن صواريخ صينية أسرع من الصوت، وذلكبد أيام من تقرير إخباري حول اختبار بكين لسلاح أسرع من الصوت قادر على حملرؤوس نووية.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) مطلع الأسبوع الجاري أن الصيناختبرت سلاحا في أغسطس/آب شق طريقه عبر الفضاء ودار حول الأرض قبل النزولصوب هدفه الذي أخطأه في نهاية المطاف. ونفت وزارة الخارجية الصينية هذا التقرير.
تنطلق الصواريخ الأسرع من الصوت في الطبقات العليا للغلاف الجوي بسرعات تزيدعلى 5 أضعاف سرعة الصوت، أو حوالي 6200 كيلومتر في الساعة
وجرى الاختبار في وقت تسارع فيه الولايات المتحدة وخصومها حول العالم الخطىلإنتاج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تشكل الجيل المقبل من أسلحة تهدفإلى حرمان الخصوم من السبق في إنتاج هذه التكنولوجيا الجديدة من الصواريخ.
وردا على سؤال للصحفيين عندما كان يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن للصعود إلىطائرة الرئاسة متجها إلى ولاية بنسلفانيا حول ما إذا كان يشعر بالقلق إزاء الصواريخالصينية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، قال بايدن “نعم“.
وتنطلق الصواريخ الأسرع من الصوت في الطبقات العليا للغلاف الجوي بسرعات تزيدعلى 5 أضعاف سرعة الصوت، أو حوالي 6200 كيلومتر في الساعة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين إن البيت الأبيض أبدى قلقهعبر “القنوات الدبلوماسية” بشأن تكنولوجيا الصواريخ الصينية التي تفوق سرعتهاسرعة الصوت.
وفي سبتمبر/أيلول، اختبرت وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بنجاحسلاحا قادرا على التحليق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بـ5 مرات.
وكان هذا أول اختبار ناجح لهذه الفئة من الأسلحة منذ عام 2013.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه“(CIA) قد أعلنت منذ أسبوعينأنها أنشأت وحدة متخصصة في قضايا الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة الآنخصمها الرئيسي على المدى الطويل. وستكون هذه الوحدة مخصصة لمسائل التقنياتالناشئة وتغير المناخ والأمن الاقتصادي والصحة العامة.
وكان تقرير مشترك للحزبين في أميركا –الجمهوري والديمقراطي– العام الماضي أصدرتهلجنة المخابرات بمجلس النواب ذكر أن التقدم التكنولوجي للصين على وجه الخصوصيهدد بتقويض ميزة الولايات المتحدة، وحث وكالات المخابرات على “إعادة تنظيم” المواردالمخصصة للمنافسة مع بكين على الفور.
وأنشأ الرئيس جو بايدن الذي يعتبر الصين “منافسا إستراتيجيا“، في يونيو/حزيرانوحدة خاصة في البنتاغون لتقييم التهديد العسكري لبكين والرد عليه.
واكتشفت وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي“(FBI) عشرات حالات التجسس الصناعي أو العسكري لحساب الصين في السنوات الأخيرة. كذلك، تتهم أجهزة الاستخبارات الأميركية الصين بوقوفها وراء هجمات إلكترونية عدةضد مؤسسات وشركات أميركية.
وفي دليل على التحديات التي تمثلها الصين والدول المنافسة الأخرى لأجهزةالاستخبارات، أقرت “سي آي إيه” أخيرا في رسالة أرسلتها إلى عملائها في كل أنحاءالعالم بأنها فقدت في السنوات الأخيرة عشرات المخبرين الذين أوقفوا أو قتلوا، وفقالصحيفتي “نيويورك تايمز” (New York Times) و“واشنطن بوست” (Washington Post).