شغل الفضة.. حرفة الأجداد توارثها الأبناء والأحفاد

شغل الفضة.. حرفة الأجداد توارثها الأبناء والأحفاد

الصياغة والنقش والتطعيم بالمينا واحد من الفنون التشكيلية كما
انه مفصل مهم من مفاصل النقش على المعادن،كونه يتعامل مع
المعادن الثمينة كالذهب والبلاتين،وشبه الثمينة كالفضة،والرخيصة
كالنحاس والحديد.
فن النقش والتطعيم بالمنيا او ما يطلق عليه بالعراق )شغل الفضة(
هو تراث عراقي اصيل، اكتسب سمعةً ومكانةً اقليميا وعالميا، فلا غنى
عنه بتلك الاعمال ، فلولاه لما كان لاشغال الفضة وجود اصا.
فهو يضفي على الاعمال الفضية رونقها وجمالها وجاذبيتها. يعتبر
النقش على المعادن من انواع فن الكرافيك.
عرف العراق بانه موطن الكثير من الفنون التشكيلية ويتمتع بسمعة
طيبة عربياً وعالمياً ، فهناك فنانون لهم وزنهم الفني كفائق حسن
وجواد سليم وصاح جياد وفيصل لعيبي وسهيل الهنداوي والقائمة
تطول .
لقد تميز العراق بشغل الفضة والنقش على المعادن و مارس
العراقيون النقش على المعادن باسلوبين:
الاول: )النقش بالطرق( ، وهو انبعاج بسطح المعدن، وهذا النوع من
النقش هو الاقل شيوعا وانتشارا في العراق.
الثاني: )النقش بالحفر( ، وهو وإزالة جزء من سطح المعدن المنقوش،
وهذا النوع من النقش هو الاكثر شيوعا وانتشارا في العراق.
النقش بالطرق مارسه اليهود العراقيون واشتهروا به. وكان يطلق
على اعمالهم ب )شغل او فضة اليهود( ، وهذه التسمية قد اطلقها
الباحثون والمؤرخون الغربيون في ادبياتهم. كما مارس الصاغة في
النجف وكرباء والكاظمية عمل النقش على الفضة . ونراه بوضوح في
واجهات الاضرحة الدينية والمزارات . كما نشاهده في الاواني والادوات
واغلفة السيوف والخناجر.
لقد ازدهر فن الطرق على المعادن كذلك في تركيا وايران والهند
ودول القوقاز ، واحتل مكانة مرموقة بين الفنون. يعتبر النقش بالطرق
اسهل من النقش بالحفر، فالاخير يتطلب الجهد والمهارة والوقت
والتركيز والسيطرة لتنفيذه. ولهذا يستخدم النقش بالطرق لنقش
المساحات الكبيرة .
اما النقش بالحفر فيستخدم غالبا لنقش القطع الفضية والذهبية
والاسلحة.
الصابئة رواد النقش العراقي
اختص الصابئة المندائيون بهذا الفن وتفردوا به فقد ورثوه عن
اسافهم الاوائل و تمثل بمهنة الصياغة والنقش والتطعيم. وقد
ابدعوا بشكلٍ كبير .
فقد امتلكوا قدرات ومهارات فطرية ذاتية بهذا الفن الجميل والاصيل،
الى درجة ان الصابئي يولد وهو يحمل بفطرته قدرات فنية ابداعية.
ان اغلب المستشرقين والرحالة والمؤرخين والباحثين الغربيين الذي
درسوا طبيعة المجتمع العراقي وتراثه وثقافته وهويته قد اكدوا ان
الصابئة قد امتلكوا مهارة عالية جدا بهذا الفن، وهذا ما دفعهم
لاطاق تسمية )شغل الصابئة Sabin work ( على فن النقش العراقي.
على لائحة التراث العالمي
عام 2018 اقيم معرض على ارض السفارة العراقية في عمان لاعمال
عائلة آل رويد، وخال المعرض تم طرح فكرة إدراج اعمال الفضة
العراقية ضمن لائحة التراث ا العالمي في اليونسكو.
وفعا تبنت وزارتي الثقافة والخارجية العراقيتان هذا المشروع وارسلت
كتاب لليونسكو طلبت فيه ادراج ذلك الفن ضمن تلك اللائحة ، على
غرار ما تم فعله مع المقام العراقي ، اذ تم ادراجه ضمن تلك اللائحة
كتراث معنوي وفن عراقي اصيل.

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *