وسام رشيد
الموصل كما الناصرية والنجف المواطنون سينتظرون برامج انتخابية سياسية ، لا برامج تتحدث عن اعمار وبناء .
التجربة في الانبار وبغض النظر عن جميع المواقف السياسية، هي تجربة عملية ناضجة ومُقنعة لمرحلة قادمة قد تستمر في حال قرر الناخب هناك الاستمرار في نشر صور ومشاهد الإعمار والتغيير في الواقع وليس على شاشات العرض المنتشرة.
بعد بروز شواهد مشاريع الاعمار الضخمة التي بدأت في الانبار عام 2017، وطمس معالم الدمار والتخريب التي اعتادها الاهالي هناك على مدى خمسة عشر عاماً إبتداءاً من مفخخات الزرقاوي وليس انتهاءاً بجسر بزيبز ومآسيه الإنسانية والتي ساهم الجميع آنذاك في صنع صورة بشعة لمعناة العوائل الهاربة من بطش الإرهاب وقنابل المعارك التي لا تفرّق بين مجرم أو بريئ، طفلاً أم شاباً أو شيخاً.
ما أن شخصت معالم البناء والمناظر الجميلة التي يتباهى بها شباب محافظة الأنبار على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيقيّ فيس بوك وأنستغرام الواسع الانتشار، والتي تثير غبطة شباب الجنوب الذي يتلقفونها للمقارنة بين إنجازات بوقت قياسي وإتمام جميل ومناسب، وبين خمسة عشر عاماً من الفساد وسرقة الأموال ومحاربة حلم الوطن الذي يصبوّ اليه الجميع هناك.
وتثير هذه الصور أيضاً حماسة أبناء الموصل التي لم يتقدم ملف الإعمار فيها بخطوات مشابهة لما حدث في الأنبار لاسباب كثيرة أهمها السيطرة الإقتصادية لحرس العملية السياسية القديم في تلك المناطق، هؤلاء ليسو أصحاب تجربة بناء، هم جزء أساسي في مشكلة طائفية او قومية أو سياسية غالباً ما تنتهي بمأساة يدفع فواتيرها هؤلاء الشباب ذاتهم الذين يتطلعون لتجربة مختلفة قد تنقذهم من واقع أقل ما يوصف بإنه غير مناسب لصناعة مستقبل.
على الجانب الآخر تماما وفي الساحات السياسية الملتهبة والمشغولة بحملة انتخابية غاية في الأهمية والمصيرية، فإن نجاح تجربة الأنبار يعني فوز الكادر السياسي والاداري الذي اتم هذه التجربة أو ساعد في تكوينها، وسواءاً كان منهجاً أو شخصاً فإن في العراق عُرفاً سياسياً هو ان لا ينفرد شخصاً أو حزباً أو جهةً بنجاح خارج عن المسيرة والأطار المتفق عليه، خصوصاً إذا كانت هناك شراكات سياسية أو اقتصادية أو حزبية ومناطقية.
وعلى ما يبدو فإن منهج توسيع التجربة الناجحة وقع عملياً بعد زيارة رئيس البرلمان العراقي لمحافظة نينوى وجولاته وإجتماعاته مع الأجهزة الحكومية والفعاليات المجتمعية ومحاولة فك الإشتباكات الإدارية المعطلة لمسيرة الإعمار هناك مستثمراً موقعه الرئاسي في الدولة العراقية لفك شفرات ورفع مطبات وضعتها بعض الجهات عمداً لاغراض حزبية ومصالح شخصية وبهدف بناء نفوذ على حساب مصلحة المواطن والمحافظة تماماً كما يحدث الان في محافظة البصرة لكن الفارق إن مساحة عمل رئيس البرلمان لا يمكن لها ان تصل الى الحلة دون البصرة!
وبطبيعة الحال ومن هنا بدأت حملات غير منتظمة على مواقع التواصل وبعض الفضائيات كردة فعل على الاحراج الذي سسبه الحلبوسي لجهات تهمين على مدينة الموصل وضواحيها واقضيتها واطرافها، فالمساعدات الدولية والميزانيات الاستثنائية للمناطق المحررة لم تنتج إعماراً كما حدث في الانبار، وسحب هذا المشهد بكل نجاحاته واخفاقاته لمحافظة اخرى يعني فوزاً رئاسياً جديداً للحلبوسي ربما يتوجه هذه المرة صوب رئاسة الجمهورية.