الى امي وكل امهات العراق الصابرات
د. احمد مشتت - كاتب عراقي
لأنكِ تمعنين النظرَ في الماضي
وأحلامكِ دون أجنحة
ستلتصقين بي أكثر
لأنكِ بلا محنة لا معنى لكِ
سيسألكِ السفلة عن معنى لهم
لأنكِ إضافة حزينة لكلِ ما شاهدناه
سنرممُ الصبر وسط دهشة المحتضرين
لأنكِ عالمنا الوحيد… سنبتغيه
ونركض في الطرقات نفاوض الخوف
من أجل نعاسكِ اللذيذ
لأنكِ صفعةٌ على وجه الاضطهاد
لن توقفيه
توقظين أبناءكِ المجانين… لعبور الفجر المركّبْ
شاحنات ستضيع في سيناريو حربٍ مقبلة
قبل اعتبار الحرية أُولى
يصعدون أليها كما تفارقين أشخاصاً
مرتبطين فعلاً بهذه الدناءة
تُهيئين لهم غموساً… ورهان العودة المقبلة
آخر ضفاف العودة لكِ
لن تتعبي من مراقبة الجثث وهي تطلق سراح الأمل
آخر المحلقين فوق النائمين…أنتِ
فلا تكتبي على فضائهم.. سقطتُ سهواً
آخر حاجز سنتخطاه ونخطئ
أرضكِ/ الزنزانة
آخر شكٍ ستتقنيه… صلاحيتنا للبقاء أكثر
عالقون على شجر البرد
تنفذ فينا الدناءة آثامها
عاديون نقدم اعتذارنا… لصباحٍ قديم
عابرون على بعد… نمزق التحية
لتنسانا سيدة تليقُ بالمحنة
نهجرها خلفنا ونستعيد ملامحها في الأمام المفاجئ
لعلها تعدو
يا منازلها… أطيعي الليالي
لعل أساها يضيء
نهملها كالواجب المدرسي… ونَمرُ
كذبة على طرقات الخجل
لعلها تبدو
نصعدُ الشاحنات ونبلغُ الموت نيتنا بالقدوم
يؤخرنا رهانها
هل تسعُ زنزانتها هذا الحشد من المعذبين
تخطفنا من سيناريوالصباح القديم
قبل اعتبار الحرية أُولى
وتكتبنا على رايات السفلة
آخر المحتجين
وتَمرُ
بصمتٍ
آخر مسافةٍ سنقطعها دون وصول مداكِ
فلا تتعبي من انتظار الهاربين
إعترفي وأنتِ تنهارين على حبل الغسيل
أن أبناءكِ أكثر جنوناً من صلاحية البقاء
إننا نقترب من بابِ زنزانتكِ
فاشغلي الحراس
سننامُ على أغصانكِ حتى يعودون
آخر تشكيل سيستبسل أمام عاصفة نزقة
محياكِ
ونعيدُ تخطيطه على الجثث
بفحم المحاولة المستحيلة
آخر ما نستعير من سيدةٍ تليق بالمحنة
تحيةً
قبل أن نصعد الشاحنات
وأزمنةً
تتيح لنا اشتهاء غموسها
وبرداً
يلقينا بأحضانها
عفواً
لن تسقط من حَلّقت فوق النائمين سهواً
لأن أحلامها دون أجنحة
ستلتصق بنا أكثر
لأنها من تُعيد على أجنتها
أُغنية الدناءة
وتبقيهم على أغصانها… ينددون
لأنها سِر الأشخاص المرتبطين عمداً بطقسٍ يخون
شاهدنا فصوله الأربعة… من زنزانةٍ
يحتشدُ أمامها المعذبون
سندخلُ
ونعيدُ كرهافة الرَبّ
سيناريوالصباح القديم