رائحةُ الغربة

رائحةُ الغربة

 

طالب عبد العزيز – شاعر عراقي

 

 

يمكنُني الذِّهابُ الى المقبرةِ وحدّي ..
لكنَّ خطواتكِ معي
تجعلُ الحُلمَ أقصرَ .

أقدِّرُ لكِ نفورَك
من رائحةِ الغُربةِ في قميصي
لكنني، لا استطيعُ التخلّصَ منها
بدونِك .

خذي بيدي،
علّني أبدوَ واثقاً في الصّورة .
القدمُ التي فقدتُها في الحرب
تجعلُ ابتسامتي قصيرةً .

أعرفُ أنَّ المحطّةَ الاخيرةَ
تعني نهايةَ الطريق ..
لكنني، أبحثُ في عينيكِ
عن طريقٍ لا تتوقفُ عندها القطارات .

كلُّ الذين ذهبوا الى النَّهر
عادوا بالقواربِ في دفاترهم، حَسْب،
.. إلّا أنا، فقد عدتُ منكِ مُترعاً
بالشمسِ والقواربِ والاشرعة .

السريرُ الذي لا يهتزُّ في الّليل
لا يلعبُ الاطفالُ تحته
في النَّهار …

في الليالي المُظلِمة الباردة
حيث تترفقُ الرِّيحُ بنافذةٍ مكسورة
ثمةَ امرأةٌ، نقشتْ على ذراعها :
يا لَهذا الليل ..
الذي لا ينقضي بوسادةٍ واحدة .

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *