المستقل خاص
ماهي مهمات السيد الصدر المقبلة بعد أن اعلن براءته من الحياة السياسية ونأيه عن أسباب فشل الطبقة الحاكمة في حماية شعبها وبناء بلدها. لاسيما وان الانسحاب ياتي متزامنا مع جريمة احراق نزلاء مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية الذي راح ضحيته اكثر من مئتي مواطن بين قتيل وجريح وقبلها احراق مستشفى الخطيب بمرضاه وقبل ذلك احراق الاطفال في الحضانات وقبله وقبله المزيد من جرائم القتل والاهمال والفساد . .
قوة الصدر لايستهان بها ولايمكن نكرانها، وانسحابه نهائيا يعني ترك الساحة لغيلان السلاح والفساد التي تلوي ذراع الدولة وتهدد المجتمع . يترك الصدر الحياة السياسية والبلد عبارة عن خرائب لايمكن اصلاحها الا بيد قوية يخافها الاخرون . والصدر يد قوية يخافها الاخرون ، ولذلك نعتقد ان السيد الصدر لن يترك الوضع هكذا ،حيث الامل بان يتجه للاصلاح العملي المباشر ويبدا بالمناطق الفقيرة .. أن يحول مدينة الصدر الى حاضرة من العمران والتنمية الصحية والاقتصادية وفرص العمل . ان يقف مجرد الوقوف ويقول لهم اريد مدينة الصدر خلال سنتين مثل دبي او مثل محافظة في تركيا او على الاقل مثل الفلوجة والانبار او أربيل ودهوك المدن التي تشهد عمرانا يراه الجميع. ان يقول : اريد طاقة كهربائية في هذه المدينة لاتنقطع ، اريد شوارع نظيفة ومدارس للاطفال ودور للايتام ، اريد مدراء دوائر ماهرين مختصين ، اريد محاسبين نزيهين لا يعلمون المسؤولين على شرعنة السرقة والفساد ، يستطيع الصدر ان يطلب من اتباعه وغير اتباعه ذلك ليطيعوه في بناء البلد ، حينها يهرع الجميع حبا او خشية لتنفيذ امر السيد . مهمات السيد الصدر المقبلة اكبر بكثير من مهمته كزعيم سياسي لان له اتباعاً ينفذون أوامره بالحرف الواحد . ولذلك فان الصدر سيبقى املا خارج الحياة السياسية التي قرر الابتعاد عنها والتنصل من رذائلها التي تنال منها ومن سمعة عائلته الكريمة .