تحقيق – مروة جعفر
لم يكُن التعليم في العراق كسابق عهده بالرغم من عدد المؤسسات التعليمية والتربوية المحدود ، الا انه كان يتمتع بالرصانة عكس ما يشهده التعليم في السنوات السابقة و الحالية ، خاصةً وان العراق يمر بظروف قاهرة حيث ان كورونا لم تهدد العنصر البشريفحسب إنما طالت هياكل التعليم في العالم أجمع، فالدول المتقدمة استطاعت ان تعالج الوضع بتوفير منصات الكترونية متخصصة، و لكن ماذا عن بلد يفتقر الى ابسطمقومات العيش ؟ كيف سيهئ مناخ مناسب لتعليم جديد و مطور لم يألفه من قبل، رغم اعتياده على الازمات وتكيفه معها، لكن الاخير يستوجب بنى تحتية ضرورية مثلالكهرباء و الانترنت عالي السرعة، واجهزة كمبيوتر جيدة ، وهذا الامر سيضع اعباءاضافية على العوائل ، علاوة على ان الاسعار مرتفعة بالاساس ولا تتناسب مع دخلاغلب العوائل العراقية، و الذين هم من الطبقات الوسطى والفقيرة، ناهيك عن عدمخبرة المدرسين في تقديم الدروس عبر الانترنت .
كل هذهِ العقبات واجهت البلد خلال العاميين الماضيين ولا احد يمكنه التكهن في استمرار هذا الوضع من عدمه فكيف ستكون نتائج التعليم الالكتروني والى اي مدى يمكن ان يؤثرعلى مستقبل التعليم في العراق.
وللوقوف على تحديات التعليم الالكتروني والمشاكل التي تعترض الطلبة تحدث لناالدكتور حسن الزبيدي مدير مركز الرافدين للحوار RCD والذي اجرى استبيان قبل ايامحول مدى مقبولية التعليم الالكتروني فقال:
“مقدار الاستجابة لهذا النمط من تعليم من قبل الطلبة ومن خلال خبرتنا، تتباين جدية الطلبة في الاستجابة للتعليم الالكتروني، الا انها في الغالب غير جادة، بسبب حداثةالتجربة، وافتقار الطلبة والاساتذة للخبرة الكافية في التعامل مع التعليمالالكتروني،وذلك لاسباب
اولاً: الصعوبات التي ترافق هذا التعليم .
ثانياً : انه يهدد وظيفة الجامعة و المدرسة بوصفها مؤسسات للتنشئة.
ثالثاً: انه يعزز التهاون لدى الطلبة والمعلمين والاساتذة.
ففي العراق واغلب الدول النامية، استخدام الانترنت غير منتج وغير مفيد اذ لا يمكنجعل الطلبة بعيدين عن اللهو والاستخدام غير المنتج للتكنولوجيا والانترنت،ممكن فيحالة تطوير البنى التحتية اللازمة للتحول، والتبدل في ثقافة المجتمع نحو الوعيباهميته وجدواه“
وفي رده على سؤال هل للدولة تأثير في هذا الخصوص؟ اجاب:
“لا اعتقد انها ستؤثر لان التوعية تفترض وجود بذرة وعي لتنميتها، وفي رأيي ان هذهالبذرة غير موجودة، ان اجراءات وزارتي التربية والتعليم العالي هي التي فرضت التعليمالالكتروني فرضًا، بدون ان تقدم دعمًا وانفاقًا على تطوير البنى التحتية لهذا التعليم،واكتفت ببرامج التدريب الذاتي للاساتذة والطلبة ولم توفر برامج واجهزة للاستخدامالجاد والمتقدم لهذا النوع من التعليم ،هل يوجد في كل مدرسة مختبر حاسوب، بل هليوجد حاسوب واحد متاح للطلبة، اعتقد انه لا بد من تعزيز اجراءات العودة الى التعليمالحضوري“
واضاف الدكتور الزبيدي
“اعتقد ان الجائحة كشفت خلل منظومتي التربية والتعليم في العراق، لذا لابد من التوجهنحو إصلاح شامل لهما، ينطلق من الوعي الجاد بالازمة الحقيقة التي يمران بها،وضرورة التوجة الجاد نحو اعطائهما المزيد من الاهتمام، لان تجارب الامم المتقدمةوالناهضة اثبتت ان مفتاح التقدم كان في التربية والتعليم“
ومن خلال اطلاعنا على الاستبيان الذي اجراه مركز الرافدين والذي شارك به حوالي 1830 شخص ، عبر الاغلبية عن استيائهم من التعليم الالكتروني وبأنه خيار صعب فرضتهالظروف وليس اختيار مناسب، كما ابدى اولياء الامور رفضهم لهذا النوع من التعليمخصوصا للمراحل الاولية وتعليم الاطفال، حيث اجمعوا على ان الطفل يحتاج الى تربيةقبل التعليم كما هو موضح من اسم الوزارة المعنية التربية والتعليم ، وما ينطوي علىتربية من سياقات عدة كالرعاية و النظام والاختلاط والانخراط في صفوف الاخرين فيبيئة سليمة وتجنب مرض التوحد والذي هو احد امراض العصر المستحدثة و التي لا يقلخطورة عن وباء كورونا، وتباينت الاراء وتصاعد الجدل بين معارض و مؤيد، البعضيرى ان التعليم الالكتروني ظاهرة حضارية تستحق الاهتمام وخاصة اننا في عصرالتكلنوجيا.
قال: د . هلال كاظم الشبلي وهو يتحدث عن الاستبيان ؛ ” التعليم الكتروني في العراقفرضته الظروف الوبائية، ولا يوجد بديل عنه فهو صالح في تحقيق الغاية من خلالالظرف المستجد، لكن التعليم الإلكتروني هو موجود في بعض الجامعات قبل الجائحة،،مثلا الجامعات السعودية تعمل به في مدارس وكليات البنات لاسيما اذا كان المحاضراستاذ ولا يمكن دخول القاعة فيقوم ببث محاضرته من مكتبه والطالبات يسمعن عنبعد،،كذلك الان العالم متوجه إلى العمل الكتروني والحكومة الكترونية مثلا، فالتوجهنحو التعليم الالكتروني ظاهرة عالمية .
يقول بعض المهتمين بشأن التعليم الالكتروني. في عام ٢٠٣٠ ربنا لا نشاهد بنايةمدرسة أو طلبة يتلقون دروسهمً عن بعد، هنا لابد من الاشارة إلى أن التعليم الإلكترونييجب أن تتوفر له كل أدوات انجاحه ،وإلا فهو غير ذات جدوى.
من جانب اخر يرى اخرون ان الدول الفقيرة غير القادرة على توفير بنايات المدارس والكوادر التعليمية، يمكنها ان تستفيد من التعليم عبر الانترنيت ، مما سيوفر عوائداقتصادية يمكن استغلالها لتوفير عيش رغيد وحياة كريمة للمواطنيين ، وربما سيقلالطلب على التعيين والصراع من اجله،
وماذا عن الجوانب العلمية والأخلاقية والمهارات التي يكتسبها الطالب؟ يمكن ان يتعلمالاطفال والشباب من الاب والام والدروس الإلكترونية الجيدة ، ففي واقعنا الحالي أكثرالطلبة يذهبون إلى التعليم الخصوصي لماذا هذا هو السؤال ؟
إذن لو كان التعليم الحضوري جيد لماذا يذهب الطالب إلى التعليم الخصوصي.
لكن هناك فكرة و مقترح يعمل على إلغاء المدارس وتسريح المعلمين وتشكيل لجنةمختارة من المدرسين الذين يعملون بكفائة عالية لبث دروس مركزية،يتمكن الطالب بها حضورياً في بنايات مركزية حديثة وتوفير أموال بنايات المدارس ورواتب المدرسينلصرفها في أعمال تمكن العائلة العراقية من تحسين ظروفها المعاشية ، والاعتماد علىالتعليم الإلكتروني )
التعليم المدمج
البعض يقترح التعليم المدمج الذي يشكل الية تنسيق بين التعليم الحضوريوالالكتروني،
دكتور احمد المعموري من جامعة الكوفه وفي حديثه لجريده المستقل قال : «مسئلةالتعليم الالكتروني في العراق تواجه تحديات كثيرة ومشاكل في ذات الوقت توفر لناسبيل للتواصل مع الطلبة في ضل الجائحة وهو موجود قبلها خاصة في الجامعاتمتعددة في الغالب يوجد منصات الكترونية للتواصل مع الطلبة مثل (جامعه بغدادالتكلنوجية ، وجامعة الكوفة ، وجامعة كربلاء ) وكذلك منصاب مثل (اريدو ، مودل ،كلاس روم ) واخرى متخصصة قامت الجامعات بأنشائها من خلال الشُعب الخاصة وقدقامت بتطويرها في فترة الجائحة ، اما المشكلة الحقيقية تكمن في وزارة التربية وذلكبسبب الإهمال المسبق في البنية التحتية ، وهناك اشكاليات كبيرة في عموم التعليمالعراقي خاصة التعليم الالكتروني وانا مسؤول عن كلامي ، في الحقيقة لايوجدمايسمى تعليم الكتروني. لكن في العملية التعليمية نستعين بوسائل الكترونية غيرمتخصصة ففي دول العالم يوجد منصات للتعليم المتوازي ،والتفاعلي ، و التعليم عنبعد ، والمتنقل ، والكثير من اوجه التعليم ، فاذن التعليم في العراق غالباً ليس الكتروني والدليل .. انه اكثر من 90% يتم عبر منصات عادية غير متخصصة مثل تليگرام والوتساب ،،، وغيرها التي لا توفر تعليم رصين وعلمي ، وهذا ما ادى الى ضعف المنظومةالتعليمية، فهو غير كافٍ رغم ماقدمه من تسهيلات خلال الازمة وهناك مشاكل تواجهنابسبب الاستخفاف بالرقابة وهذا تقصير يندرج عليه الكثير من المشاغبات كالغشالجماعي وعدم المصداقية في الاداء الواجب وعدم وجود اطار قانوني للمحاسبة فالرقابةالموجودة انتقائية وجزئية لا ترتقي للمستوى المطلوب وهي محدودة بالتدريسيين.
اما الطالب (ه.ح ):« فقد تحدث عن المعاناة التي يتلقاها طلاب السادس الاعداديبأعتبارهم شريحه مهمة و أنتقالية تتطلع للمستقبل بأفق واسع ، و اعرب عن استيائه منالظروف التي تحيط بهم لعدم القدرة التامة على فهم المعلومة من خلال الانترنت وصعوبةاكمال المنهج المقرر انتهاءً بالظروف العائلية التي لا تستطيع توفير اهم مستلزماتالدراسة الصحيحة .مطالباً الجهات المختصة بأيجاد حلول اخرى تمكنهم من مواصلةالتعليم في الاماكن المخصصة لها لانها اكثر راحة وحيوية.
وقالت هبة الخفاجي وهي طالبة دراسات عُليا.هبة :«هناك عدة مشاكل تواجه التعليمالالكتروني اهمها ضعف شبكة الانترنت بصورة عامة أو انقطاعها بشكل تام في بعضالمرات و عدم جدية التعليم.
وعزت الخفاجي ذلك الى البعد بين الطالب و المعلم و عدم الاشراف المباشر ، كذلك عدمالالتزام بوقت محدد فهو يفتقر للنظام والالتزام ، فمن وحهة نظري من الافضل للطالبالتعليم الحضوري
و يبقى السؤال ماذا لو احتجنا الى هذا البديل في اوقات اخرى؟
اذن لابد من تأسيس بنى تحتية والاستفادة من تجربة اليوم وعدم تعامل مع الامر بأنهطارىء وسينتهي .. فعلى الجهات المختصه ان تهيء لجان متخصصة في تطويرالتعليم الالكتروني كعملية ساندة. واعداد خطة
بديلة اذا ما احتجنا له في وقت اخر من المستقبل وتنميتها إلا انه لا يوجد مهرب منالتطور المستمر والسريع للحياة والتي لابد من مواكبتها .