متابعة / المستقل
السجال النووي الايراني الامريكي الاوربي لازال مستمراً , بعد تعثر محادثات فيينا، فقد لوحت ايران بعصاها الغليضة التي ترفعها بوجه الاوربيين والامريكان كلما اشتد عليها الخناق , وكلما ازداد العناد الاوربي تلجأ الى رفع نسبة التخصيب، فتعود المفاوضات بدعوات روسية صينية وأخرى اوربية خحولة.
ايران الدولة المناورة واللاعبة على المتناقضات الدولية تتقن اعادة سيناريو كوريا الشمالية بنسخة متطورة وبنكهة ايران معتمدة على النفس الطويل التي تعرف به السياسة الايرانية ، وربما كان توصيف الرئيس ترامب دقيقاً عندما قال ، ان ايران تخسر في الحرب وتربح في المفاوضات,
ايرات التي تعلن مراراً وتكراراً ان تصنيع السلاح النووي محرماً بفتوى دينية من المرشد الاعلى ، ولكن هذه المرة قالت ان الامر مرهون بالظروف , فقد تركت الباب مفتوحاً على احتمالات كثيرة ، مما يحل الغربيون يفكرون في ما تنوي ايران القيام به.
اسرائيل من جانبها تريد ان يتوقف الاوربيون والامريكان عن مواصلة الحوار وتهدد بضربالمفعلات الايرانية كخطوة احترازيةولمنع ايران من تصنيع القنبلة النووية على حد زعمها.
لكن الروس القوا بثقلهم في المعركة النووية ودعمت الصين الموقف الايراني ، مما جعل الاخيرة ترفع العصى لاجبار الاطراف على الحوار .
وكالة الطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة تحذر من ان عملية إنتاج اليورانيوم المخصب بهذه النسبة في ايران قد يساعدها في إنتاج سلاح نووي، وهذا يقلق امريكا واوربا كما يخيف اسرائيل ، وفي الوقت نفسه يساعد على تحفيز الحوار , طهران في خطوتها هذه وبشكل مقصود أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالخطوة، وقالت إن العملية تهدف إلى إنتاج وقود نووي لمفاعل بحثي.
تحذير وكالة الطاقة وابلاغ الاوربيين والامريكان بالخطوة الايرانية قابلها رد اوربي أمريكي ، يشبه الغزل الخفي ، إذ قال مسؤولون بريطانيون وفرنسيون وألمان إن الخطوة قد تهدد المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015.
ووصفت الولايات المتحدة الخطوة بأنها “تراجع مؤسف” ، كما أشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إلى قلق موسكو إزاء خطط إيران لإنتاج اليورانيوم.، هذه الاشارة الروسية تخفي ورائها رسالبة تحذير للاوربيين والامريكان ، مفادها ايران جادة وقادرة على صناعة السلاح النووي ، فكلما حصورت اكثر لجأت الى الحلول المتاحة لديها للتخلص من الضغط . ولعل مطالبة ريابكوف للممفاوضيين في فيينا بمضاعفة الجهود لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، يوضح الموقف الروسي ويبين سبب القلق .
المعروف ان الاتفاقية التي عقدت في العام 2015 بين ايران ومجموعة 5+ 1 كانت قد فرضت قيودا على برنامج إيران النووي حتى يصبح من الصعب إنتاج سلاح نووي. ، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاقية عام 2018 وأعاد فرض عقوبات ضد إيران، فبدأت إيران على إثر ذلك في رفض كل ما يريده الامريكان خارج الاتفاق السابق .
ومما يزيد الامر صعوبة هو وصول السيد ابراهيم رئيسي الى كرسي الرئاسة الايرانية ، وهو الشخص الذي يوصف بانه متشدد في مواقفه تجاه الولايات المتحدة ، التي تتهمه بتصفية خصوم الثورة السياسيين وخرق قانون حقوق الانسان .
واذا كان المرشد وحده سابقاً من كان يعترض على سير النمفاوضات بالطريقة التي كانت، وانتقدها باكثر من مرة ، وقال عنها انها لن تستمر رعم معارضة بعض صناع القرار في طهران كالرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ، اليوم اختلف المشهد واصبح رأي المرشد ورأي يالرئيس اكثر تطابقاً وانسجاماً .
والى حين تشكيل الحكومة الجديدة والاعلان عن اسماء الكابينة الوزارية الجديدة سيبقى الامر معلقاً
وسيعيش العالم على وقع التحذير والتخصيب وتعثر المفاوضات ، والى حين صناعة وتوقيع اتفاقية جديدة سيبقى هذا السجال باقياً