جبار جودي بداية لمرحلة جديدة متميزة من تاريخ نقابة الفنانين العراقيين ، التي تعد واحدة من اهم المراكز الحيوية التي تاسست منذ ما يزيد عن الخمسين عاما، تعاقبعليها فنانون كبار امثال حقي الشبلي و اسعد عبد الرزاق و داوود القيسي و غيرهم، الاان حركتها شلت ، بعد غزو العراق و احتلاله، اذ لم تكن النقابة الا مقرا لا يخلو من كمموظف.
حتى مجيئ شباب جديد بدماء جديده تنوي التغيير و الحفاظ على الصورة الجميلة التي كانت سابقا عن النقابة و دورها الريادي في تفعيل القوانين الخاصة بالفنانين ،جبار جودي اسيا كمال و فاضل وتوت، و دون ادنى شك اعضاء الهيئة الاخرين.
هذه الثلة الخيره من الفاعلين، و بزمن قياسي، اي منذ تسنمه للنقابة سنة ٢٠١٨،استطاعت ان تفعل ما لم يكن باستطاعة العاملين القيام به منذ ٢٠٠٣، ففعَّلوا قرارات،وقدموا الخدمات للفانين كالرعاية الصحيه المجانيه و غيرها الكثير، ناهيك عن زيارات تفقدية للفنانين، ليس فقط من كبار السن و في العاصمة بغداد انما لجميع الفنانين ، في عموم البلد.
من انجازات هذه الدوره هي تحويل كل الملفات و اصدار الهويات الى حزم الكترونيه وتثبيت كل المعلومات عن الفنانين بشكل الكتروني، كما حملت النقابة ، هموم الشارعالعراقي ، وشاركت في الفعاليات الشعبية مثل حراك تشرين و غيرها.
اضافة الى انها ابرمت اتفاقيات تعاون مشترك مع جهات عربيه، مثل مهرجان قرطاجالدولي، و مهرجان المسرح الشبابي في شرم الشيخ، و مثلت العراق في مهرجاناتسينمائية و مسرحيه في عموم العالم العربي، كل هذه الانجازات جعلت من الفنانين انيلتفوا حول نقابتهم التي بدأت تتفاعل مع محيطها.
كل هذا يعود الى نشاط نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي الذي اضفى بشخصيتهالجذابة و اصراره على العمل من اجل زملائه، فله شخصية قيادية و كاريزما خاصةيشهد له بها الجميع .
كان للمستقل لقاءً مطولا مع السيد النقيب، و الحق اقول اني لا استطيع ان انشره كله لانوقت ومساحة الصفحة لا يسمحان ، اضف الى هذا الانجازات التي حققتها النقابة خلالالسنوات الثلاثه الماضيه اذا ما استثنينا السنه و النصف الاخيرة، اعني زمن الجائحةالتي أخرت حركة الكره الارضيه برمتها.
س: جبار جودي
خلفيتك الفنيه اهلتك ان تكون نقيبا للفنانين في العراق، هذا لا شك فيه، لكن انت قريب منالقرار السياسي بالبلد، و لك صوَّت اكثر من ٢٠ الف فنان مثقف في العراق، هل هناك منيوثر على النقابة و ما هي التحديات التي كُنتُم تواجهونها في سنين تسنمكم للنقابة؟
نحن نسعى جاهدين ان نفعل القرارات التي من شانها رفع المستوى المعيشي للفنان،الذي عانى ولا زال ، فقد سعينا جاهدين في استحصال الموافقات لمنح قطع الاراضي، وسن قانون تكريم الفنانين، وقانون تقاعد ، الا ان الوقت غير كافي فالبيروقراطية المقيتهفي الدوله هي العائق الوحيد امامنا و هذا النوع من التحديات يحتاج الى وقت كينتماشى مع الواقع في تمرير القرارات.
س:
لديكم صراع مع الجهات الحكومية من اجل انتزاع حقوق الفنانين ولديكم وعود منهم ،هل باعتقادك انكم ستصلون كنقابة الى ما تطمحون اليه وتتحقق وعود الحكومة ؟
نحن ماضون في سعينا وتحقيق اهدافنا ولن يثنينا السياسيون عما نحن عازمون عليه، لدينا التصميم والارادة والايمان بحقوقنا ، ولدينا اهداف نحث الخطى للوصل اليها ،نعمل في خدمة الوطن ورقيه ، كما نعمل من اجل الفنان وهو الوجه الحضاري للبلد.
دعنا نسير اغوار الفنان جبار جودي ، ندخل الى روحه كفنان وليس كنقيب للفنانين .
انت درست في معهد الفنون الجميلة ويتذكرك طلاب وعشاق المسرح انذاك ولك صولاتوجولات في السينوغرافيا ” وهو البيئة المكانية للعرض المسرحي والذي يشمل منصاتالعرض والعناصر المنظرية وموسيقى وإنارة “ ، سؤالي
هل السينوغرافيا لدى جبار جودي عشق ام ولع ام مجال للتصور و الخيال؟
السينوغرافيا هي حلمي و خيالي الجامح الذي لا يحده حدود،فقد اكملت دراسةالماجستير و الدكتوراه في هذا المجال، و انا اعشق العمل في السينوغرافيا، و هذاالتخصص الاحب الى نفسي، وقد لا يعلم الكثيرون ان مصمم السينوغرافيا هو صانعكل العرض من اضاءة و ديكور و اكسسوارات و غيرها من الامور، هو عين ثاقبه ومهندسة لكل تفاصيل العرض المسرحي، ولدي حماس و اندفاع الى التعمق اكثر في هذاالتخصص الفريد من نوعه، انا احب هذا العمل جدا الا ان النقابة و العمل الاداري ابعدنيعنه هذه الايام.
س ما هي اهمية السينوغرافيا بالنسبة للعرض المسرحي؟ و ما هي اهم العروضالمسرحية التي عملت لها السينوغرافيا!
اهمية السينوغرافيا في العرض المسرحي هي نفس اهمية الاخراج، لانها تضفي علىالعرض اشياءه توضح كيفية العرض و ما يصبوا اليه النص، اضافة الى الرؤيةالاخراجيه، و بهذا يجب ان يكون فهم مشترك بين السينوغرافست و بين المخرج.
وقد عملت لاغلب العروض المتميزه في تاريخ المسرح العراقي، اول عرض عملت لهالسينوغرافيا كان لمسرحية “اولئك“ للمخرج حيدر منعثر على مسرح الرشيد، كان هذاسنة ١٩٩١ و بعده بسنة اصبحت رسميا مصمم الديكور و السينوغرافيا في الفرقةالقومية لتتمثيل، و اول عمل كلفت به هو ” الخال فانيا“ اخراج المبدع الكبير صلاحالقصب، يعدها مباشرة عملت السينوغرافيا المسرحيه الشهيره ” الذي ضَل في هذيانهيقضا” و هي نصوص شعرية للمبدع عدنان الصايغ و جمع و مسرحة المرحوم احسانالتلال و اخرج المبدع الكبير غانم حميد.
س : عرفت كممثل ايضا، ممثل جميل في بعض المسلسلات التلفزيونيه، اذكر منها الذيعرض في رمضان موخرا مثلا، كيف توفق بين عملك كنقيب للفنانين العراقيين و بينعملك في التمثيل ؟
سنة ١٩٩٩ عُرض علي بطولة مسلسل تلفزيوني هو مسلسل ” رجل فوق “الشبهات” تاليف الكاتب الكبير صباح عطوان و اخراج المخرج المتميز جلال كامل، كانت منبطولتي مع نخبة فذه من الفنانين العراقيين الكبار مثل بهجت الجبوري و عبد الخالقالمختار و اسيا كمال و سليمة خضير، كنت حقيقة و لا ازال اعتز بهذه التجربة الجميله.
وهل لك تجارب اخراجية في المسرح ؟
نعم اخرجت لمسرح الطفل مسرحية ” فوفي و فافي“ و “سيد المنزل” ، التي قدمت علىمسرح الرشيد
كما عملت اخرجت السجاده الحمراء وهو عمل مختلف تماما عن كل العروض المسرحيهلكونه يزواج بين المسرح و الفن التشكيلي و كذلك طريقة التلقي تختلف عن العروضالمسرحية التقليديه.
و قبل ذلك سافرنا الى انيا بولس التونسية و حققنا حضورا طيبا و توالت بعده الاعمالالاخراجية، الا اني مقل في العمل الاخراجي هذه الايام لانشغالي بالادارة و انت تعرفالادارة تحتاج الى تفرغ كامل مثل العمل الاخراجي.
عام ٢٠١٦ كان علامة فارقة في حياتي الفنيه حيث خصت تجربه جديده اخرى بمسرحيةاسميناها الخيانه و هي عباره عن ستة نصوص لشكسبير و عملنا انعكاسا على الواقعالعراقي، و خرجنا بتوليفة بصَّريه و فكرَّيه.
عموما التمثيل بالنسبة لي هوايه و ليس احتراف و يستهويني احيانا، خصوصا هذهالايام و كما اسلفت فان انشغالاتي الاداريه الكثيره لن تمنحني ان امارس هوياتي، لهذاتراني امثل ادوار صغيره في التلفزيون.
املي ان احقق لزملائي الفنانين المزيد من الانجازات وان تكون النقابة بيتهم الذييضمنا جميعاً
