في الطريق الى الانتخابات
كتب : المحرر السياسي للمستقل
لم تترك العملية السياسية بكل ماتحاط به من شعارات عن الوحدة والتشكيلات (العابرةللطائفية ) فرصة للحديث عن الطبقة السياسية ككتلة عراقية واحدة ، وعليه ترى مقابلالخطاب المثالي الوحدودي الرومانسي الذي مثلته فيما مضى القائمة العراقية برئاسةاياد علاوي ، واقع طبيعي يتمثل بنزاعات معلنة او تغالب على استحياء بين السنةوالشيعة والكرد كثلاثي فاعل الى جانب المكونات الاخرى التي تصارع من اجل اثباتالوجود السياسي والاستحقاق الوطني.
لكن الجديد والجديد دائما في ماتفرزه الحالة السياسية منذ انتخابات عام 2010 هوالنزاعات البينية داخل المكون الواحد ، فلم يعد الحديث عن الثلاثي لافتا بعد ان استقرتالمناصب كيفما اتفق وخارج ضوابط الدستور حسب الحصص . لا السنة يتحرشونبرئاسة الوزراء ولا الشيعة برئاسة البرلمان ولا الجميع برئاسة الجمهورية الى ان يقضيالله امرا كان مفعولا.
لذلك باتت المفاجأت والتحالفات وتجدد الوجوه والاسماء والاحزاب تاتي حصرا من داخلالمكون الواحد ، حيث يرتّب كل طيف ومكون اوراقه قبل اية انتخابات قادمة وعيون الجميععلى المناصب المقررة سلفا وظلالها من الوزارات والمناصب السياسدية وغير السيادية .
في هذه الحلقة من الطريق الى الانتخابات ترصد ( المستقل) مايدور من جدل ومتغيرداخل المكون السني الذي يبدو انه مواجهة صريحة بين الحرس القديم ووجوه جديدةتتقدم بخبرات مختلفة وتحت عناوين جديدة ايضا .مما يجعل الانتخابات المقبلة – سنيا– ان جاز التعبير مختلفة عن سابقاتها هذه المرة . لاسيما مع المتغير النسبي الذي انتجتهالتظاهرات وما يتيحه قانون الانتخابات الجديد الذي منح مساحة للمرشحين وغيَّر قليلامن قواعد اللعبة الانتخابية ، بالخصوص في الدوائر الوسطية ” المختلطة“
المتابع للمشهد السياسي السني يرى بوضوح معارك الازاحة الجيلية ، فقد توارت أو غابت القوى السياسية القديمة عن المشهد العام وبرزت تحالفات تمخضت عن حواراتومفاوضات ماراثونية تعكس وتيرة التنافس الدائر بينها لحصد ثمار الانتخابات المقبلة . .
” تحالف تقدم “
تحالف تقدم” الذي يرأسه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي هو تحالف جديد ،بوجوه شابة ، يحظى بجمهور واسع و بمقبولية بارزة في أوساط قواعده الشعبية فيالمنطقة الغربية بفعل العمل المباشر لرئيسه في تلك المحافظة ، ويعد الاوفر حظاً في كسباصوات الناخبين . أهم شعاراته هي البناء والاعمار وعودة النازحين ، له امتدادات فيالمحافظات الجنوبية و الموصل. وديالى وصلاح الدين بالاضافة الى مركزه الاول ” الانبار” وغيرها . اهم الوجوه في هذا التحالف هو رئيس مجلس النواب الحالي السيد محمدالحلبوسي ، فلاح الزيدان وزير الزراعة ورعد الدهلكي.
تحالف العزم
وهو تحالف يراسة يرأسه الشيخ خميس الخنجر ويضم سليم الجبوري رئيس مجلسالنواب السابق ، وخالد العبيدي وزير الدفاع المقال ورئيس كتلة بيارق الخير وجمالالكربولي رئيس حزب الحل الذي اعتقل مؤخراً بشبهة الفساد . ينشط هذا التحالف فيمحافظة الانبار بشكلٍ رئيسي ، ابرز الوجوه التي يضمها التحالف هم احمد الجربا ومحمد الكربولي ومثنى السامرائي واخرين .
المشروع الوطني للإنقاذ
وهو تحالف تشكل من كتلتين هما ” الانقاذ والتنمية برئاسة اسامة النجيفي الرئيسالاسبق لمجلس النواب والمشروع الوطني العراقي الذي يتزعمه الشيخ جمال الضاري الذي يدخل التنافس المباشر للمرة الاولى ، ويعتقد انه سيكون منافسا بارزا مدعوماداخليا وخارجيا . وبمشاركة شخصيات سياسية أخرى من محافظة نينوى؛ أبرزهم خالدسلطان، نجل سلطان هاشم وزير الدفاع الاسبق .
ولم تقتصر الساحة السنية على تأسيس التحالفات اعلاه فقد اختار الحزب الإسلاميالعراقي، تجديد تحالفه مع كتلة “العقد الوطني“، وهي تحالف مصغر، يتزعمه رئيسهيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ويشارك فيه حديثا محافظ نينوى السابق منصورالمرعيد، بالإضافة إلى شخصيات سياسية من محافظة نينوى.
الى جانب بعض الاحزاب المتعثرة كحزب ” الجماهير الوطنية ” ، الذي يتزعمه احمدعبد الله الجبوري ” ابو مازن ” ومعه رجل الاعمال ” مأمول السامرائي” الذي دخل فينزاع في الانتخابات الماضية مع فائق الشيخ علي حول التمويل ودفع اموالا للاخير مناجل الحصول على تسلسل متقدم.
بالطبع لن يكون التنافس سهلا رغم وضوحه ورغم الفصل الجيلي البارز في مكوناتهالقابلة للتغيير حسب مايدور من مباحثات. لكن الخارطة السنية للمقاعد تبقى نصباعين السياسيين والمراقبين ايضا لاسيما ما حصل في انتخابات 2018 كان من تراجعلعدد مقاعد السنة في البرلمان من 90 نائبا في انتخبات 2014 الى 71 التشريعية السابقة(2014 إلى 2018). في ظل الحرب على داعش والظروف الملتبسة التي عاشتها مناطقهمبعد احتلال التنظيم الارهابي لها
فضلا عن ذلك فان حالة التحالفات الحالية باتجاه الانتخابات ستمثل تصويتا صريحاحاسما على واقع سياسي حالي ورؤيا سياسية للمستقبل . وهو ماسيبدو عليه الحالمع معظم المكونات الاخرى بعد الاحداث الجسام التي شهدتها مدن العراق لاسيماالجنوبية منها. ..
