وقفة امام .. علوة الجداريات – كاظم المقدادي

كاظم المقدادي
بفعل سيميائيات الدلالة ، عليك ان تبصر بعين الصقور لكل مفردة وسطر ومحتوى ساذج ، فكل محتوى مجرد من الصدق ، عار عن الصحة ، ولا يقبله كل وطني غيور .
وبتحليل سريع للمضمون .. نكتشف كم هم قادة الترشح ، على درجة من السذاجة ، وكم خطابهم السياسي مفرغ من التيقن والنباهة .
لكنهم .. مصرون ، وعلى غبائهم يعملون ،و ما زالوا على الذقون يضحكون ، وعلى كتابة الشعارات من دون معنى ولا مضمون .
تأريخهم يشهد ان أفعالهم خلال عقدين ، هو بالضد مما يصرحون ويكتبون ، حالهم حال الشعراء الذين .. يقولون ما لايفعلون ، و في كل واد يهيمون ..!!
لكنها هي .. هي عقول العلوة والسلة والميزان .. ومن رفع نفسه إلى درجةالسلطان ، وهو الأشعث الأغبر ، الذي عاش بلا ضمير ولا عنوان ..!!
في علوة الانتخابات التي وضعوا فيها بضاعتهم الانتخابية ، تبصر أعلى البضاعة فتظنها جيدة ، لكنها ليس كما في القعر وهي مختبئة ..!!
جميع شعارات احزاب السلطة .. معيوبة ، منفوشة مكشوفة ، مرصودة منبوذة ، لا يصدقها عاقل .. لأن كل مافيها من بيانات وشعارات واشارات ، باطل في باطل ..!!
نقرأ بعد ان نرفع رأسنا طويلاً مفردات نقشت على جداريات عملاقة بأنتظام ( القوة .. الأمة .. الاقتدار .. الاساس ..البناء ) وغيرها من شعارات زائفة ، كلمة حق موصولة بالباطل ..!!
مفردات منسوخة بينهم بإتقان ..حالهم حال الطلبة الذين ينقل بعضهم على بعض في قاعة الامتحان..!!
يجردون العراق من أل – لام التعريف ويخرج الشعار على الملأ ( عراق قوي ) وكأن العراق غير معرف لهم .. فيتخبطون من غير نباهة ويرفعون شعاراتهم على جدران الكرادة ، وهي عالية ، منضوية ، خوفاً من تمزيقها وهي عالية .
الكل يعرف .. ان العراق ضعف على ايديهم ، و بين ايديهم الخفية .. بسبب فسادهم ، وطيشهم و ولاءاتهم العبثية .
ومرشح آخر .. وصل إلى حد خطير من المكابرة والنرجسية والتهويل ، وكان عليه ان يذهب إلى حمام العليل ، ليستحم ويتخلص من أدران وجراثيم السياسة ، بعد ان توسم بعلة التفوق ، فشبه نفسه بالنبي ابراهيم .. و شعاره صار يقرأ على الرجال والحريم ( كنا أمة .. وما زلنا أمة ) وكان بودي ان يسمع تعليقات اهل منطقة المنصور .. بعد ان وضع امة النبي إبراهيم وراء ظهره .. وشتان بين أمة وأمة ، علامة وأستقامة ، طهراً وإمامة ..!!
وأسأل الراعي لهذا الشعار الانتخابي ، والخطاب الاستعلائي ، كيف اصبحتم أمة .. وانتم ما زلتم بين البداوة والتمدن تتأرجحون ، وعلى الألقاب تتنابزون ، ومن اجل المناصب بالمناكب تتدافعون ..!!
أما ذاك المقتدر بقراره .. فهو الذي قال بعظمة لسانه ، اننا فشلنا امام شعبنا ، وندم ، واعتذر ، ثم عاد بقدرة قادر وتنمر وغضب .. وصار من حمالة الحطب ..!!
ورابعهم …. يعلن ان العراق هو ( الأساس ) وفي قلبه وعقله يلعب الوسواس الخناس ، وطموحه ان يهدي ثروات العراق إلى الذين هم بطريقهم إلى ما بعد ساحة عباس بن فرناس..!!
والخامس .. رفع شعار البناء والأعمار ، وفي حكمه راجت وانتعشت ( عشوائيات الأغنياء ) التي خنقت بغداد ، وحولت العراق من بلاد النهرين إلى بلاد بين المجسرين .. و ذهب يحمل معوله ليهدم ” عشوائيات الفقراء ) بعد انتعاش ( عشوائيات الأغنياء ) بلا بدائل ولا تعويض وما بين الأمرين ..!!
يا أهل الحكم والضلالة ..
والله … لقد سئمت منكم ، ومن أفعالكم .. وفسادكم ..
تريدون الفوز بالأكراه ، وشراء الذمم و الأصوات ، ونيل ولايات بالجملة ، وان حصلتم عليها .. ستطلبون ولايات اخرى لاولادكم وأحفادكم ، لأنكم نمتم على طموح غير مشروع ، وجعلتم خزائن العراق اشبه بالينبوع …!!
الانتخابات قادمة في 11 / 11 قد تجري .. وقد لا تجري ، لكنها في الحالتين قوية مدوية.
أخبار الاستغناء عن اكثر من 700 مرشح ومشرشح ، سارة ومهمة ، وفرح لها الوطنيون والمحامون والناشطون .. وجميعهم ينتظرون عدالة الأجراءات بلا قصدية ولا نكسات .
لكن .. وكما يبدو فأن هيأة النزاهة تكيل بمكيالين ، ولو كانت عادلة وجادة لمنعت كل مرشح حاصل على الجنسية الاجنبية ، وكل من وضع حوله تنظيمات ميلشياوية.. وكل من خالف المواد الدستورية .. والا فنحن امام تدوير الوجوه القديمة ، والوجوه هي الوجوه .. فرداً ،، فرداً .. وحزبا حزباً .. أفندية بربطة عنق امريكية وبريطانية ، او بعقال وكوفية خليجية ، وحتى بعمامة ايرانية ، او بطرابيش تركية ..!!
والحل … اما ان تذهب الاغلبية الكبيرة الصامتة بقوة إلى صناديق الاقتراع ، وتقلب الطاولة على الجميع .. وتنهي دكتاتورية الاغلبية الطائفية .. أو المقاطعة الابدية بحملة وطنية تفشل وتلغي قوانين الانتخابات الغبية ، هنا لابد من تعديل الدستور بصورة علنية .. وينتخب الشعب وجوهاً جديدة ، تبني العراق بالتكليف لا بالتشريف .. بالأصالة وليس بالعمالة / انتهى


مشاركة المقال :