دكتور آدم القريشي
في زمنٍ تزداد فيه الحاجة إلى رموز وطنية تَجمع بين القوة الإدارية والنزاهة الأخلاقية، يبرز محافظ بغداد كأحد النماذج المشرفة في منظومة الحكم المحلي، مجسدًا مفهوم الخدمة العامة الخالصة من المصالح الشخصية، والحريص على صون المال العام، والارتقاء بمستوى الخدمات في واحدة من أكثر العواصم العربية تعقيدًا إداريًا وسكانيًا.
النزاهة ليست شعارًا
لم تكن النزاهة لدى محافظ بغداد السيد عبد المطلب العلوي مجرّد شعارات رنانة تردّد في وسائل الإعلام، بل كانت سلوكًا يوميًا، تجلى في تعامله مع ملفات شائكة، ورفضه المساومات، وتقديمه النفع العام على المصالح الشخصية أو الفئوية. إن قراراته الجريئة بإيقاف مشاريع يشوبها الفساد، وإحالة ملفات إلى الجهات الرقابية، أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أنه وُضع في الموقع المناسب في الوقت المناسب.
خدمة المواطن أولًا
من أبرز ما يُحسب له، هو انفتاحه المباشر على المواطن البغدادي، من خلال استقبال الشكاوى وتبنيها، ومتابعة قضايا الناس دون وسطاء أو حواجز. جعل من أبواب المحافظة مشرعةً لكل ذي حاجة، مؤمنًا بأن الموقع الوظيفي تكليفٌ لا تشريف، وأن الموظف العام لا بد أن يكون في خدمة الناس، لا سيدًا عليهم.
إصلاح البُنى التحتية والاهتمام بالبيئة
وفي مجالات الخدمات والبنية التحتية، شهدت بغداد تحسنًا ملموسًا في مشاريع الطرق، والمجاري، والإنارة، والحدائق العامة، رغم التحديات المالية والإدارية. كما أولى اهتمامًا خاصًا بإزالة التجاوزات المنظمة، وتنظيم الأسواق، ومعالجة الزحامات المرورية وفق خطط استراتيجية مدروسة.
شراكة مع المجتمع المدني
ولم يغفل المحافظ دور المنظمات المدنية والناشطين المجتمعيين، بل شجع التعاون معهم، وأشركهم في رسم الرؤى المستقبلية للعاصمة، مؤمنًا بأن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بشراكة مجتمعية واعية.
رسالة إلى المسؤولين
إن تجربة محافظ بغداد تمثل رسالة واضحة إلى باقي المسؤولين في عموم العراق: أن النزاهة ممكنة، والإصلاح ليس مستحيلًا. يكفي أن يتحلى المسؤول بالإرادة، والنية الصادقة، وأن يضع الوطن فوق كل اعتبار.
الا ان الخنجر المسموم الذي طعنه من الخلف قد أسقط نجاح التجربة
انا لله وانا اليه راجعون
