( النقد والتنوير الانساني) / محمد رسن

محمد رسن:

ان الحياة العامة بمجمل تفاصيلها لايستقيم عود سلمها المجتمعي إلا بإستقامة عود سلمية الثقافةوأهلها، على طريق الحوار التفاعلي لا الإنفعالي، مع اعتماد التكافل الجمالي حياة وثقافة، واعتناقالسلوك الخلاق على كافة الاصعدة، مانراه اليوم من حروب ثقافية شديدة الضراوة لاطائل منها ولاحدود،لا لشيء سوى الاختلاف في الأفكار وطرائق التفكير، أمر يدعوا للأسى، فبدلاً من ان تحل الثقافة ببعدهاالإنساني المنفتح على الآخر، كونها إبداعا لايعرف الحدود والاخاديد القومية والعرقية وتتجه نحو الإنسانبذاته، هذا المفهوم العميق المغزى، مازال بعيدا عن البعض، حيث أمسينا نتحدث عن العنف الفكرويواستعماله أقسى معداته وألاعيبه، أكثر من حديثنا عن ظاهرة العنف العمومي السائد في بنية حياتناالثقافية، حيث وصل الأمر إلى الشروع في تأسيس مصطلحات عنفيةنقدياً، حتى غدا الاختلاف معالاخر، يعني الركون إلى التهجم اللفظي والتأويل المزاجي المبيت، وشحذ المخيلة في تلفيق قصص،وكيل اتهامات عجائبية، واستثمار كل الوسائل بغية التسقيط والتشهير الشنيع، كل ذلك بأدوات ثقافية! ،بدلا من العمل بروح الفريق الواحد، لتفعيل الحياة الثقافية وتنمية الإبداع العراقي، من أجل تصحيحماأنحرف في مسار الثقافة، وترميم ماثلمته الحروب في مشهدنا الثقافي الزاهر، ولكي لانرهن حاضرناومستقبلنا لماض عانينا جميعا منه، لغاية ان أصبح الوطن العراقي عنوان الحروب والكوارث والتخلفعلى كافة الاصعدة والمستويات، لنؤمن بفضيلة الاختلاف والتنوع، لأنهما الاثراء والإغناء الحقيقيين،لثقافة عراقية صاعدة من الركام والأنقاض، نحو صروح ناطحة للسحاب، وقادرة على الامتزاج بالثقافاتالعالمية، ثقافة عراقية الملامح والجذور، نطلق في رحابها عصافير البوح، وحمائم الألفة، ولم الشمل. وكلي ثقة بأن الثقافة العراقية جميلة بالموزائيك اللوني المتنوع، وبالأصوات المتألقة التي تأتي من عدةروافد، ليتشكل نهرا واحدا يفيض بالجمال والحب، فالثقافة العراقية أكبر وأبعد من العنوانات المجحفةالضيقة، وأنها خارج أسوار تصفية الحسابات الجانبية.


مشاركة المقال :