د كاظم المقدادي
في كل الحروب .. يكون الموقف هوالمطلوب ، فلا بد من رأي معلن ، وبيان ينشر ، فالسكوت في هذهالحالة ، إزاء احداث مصيرية وصراع مرير .. لا يليق بالمثقفين الذين ينشدون القيم وثقافة التنوير .
و العراق — الوطن بحكم موقعه الجغرافي ، ودوره الحضاري ، سجل موقفه السياسي في الامم المتحدة، بعد ان خرقت الطائرات الاسرائيلية مجاله الجوي ، حاملة قنابل قذفتها على ارض ايران .. انها الحرباذن ، لا تبقي ولا تذر ، لواحة للبشر ، فهل سيكون العراق وقوداً لهذه الحرب التدميرية ، وهو الذي نأىبنفسه من التورط في الفوضى السورية .
لكن الحروب ، كل الحروب .. لابد وان يكون لها من الحلفاء والشرفاء ، والانصار والأمصار .
هذه الحرب بين ايران واسرائيل ، ليست ألعاباً نارية ، ولا أفلاماً سينمائية ، ولا حتى برامج وتحليلاتسياسية . انها مجابهة كبرى بين دولة صهيونية عنصرية متعجرفة ، بدأت حربها على ايران فجراً ، فقتلتعسكريين كبار و ًاغتالت علماء أبرار ، بخبرةاستخباراتية داخلية وخارجية ، سبقت القنابل الذكية ،ووضعت شعوب العالم كبارها وصغارها امام موقف صعب ، كما وضع نتنياهو الدول العربية تحتاقدامه .. شعوباً و ملوكاً ورؤساء وأمراء ..!!
الضربة الاسرائيلية تذكرني بحرب الايام الستة في سنة 1967 عندما استطاعت دولة اسرائيل ارغام الدولالعربية على القبول بالهزيمة , وما أطلق عليها بنكسة حزيران ،وبنتائجها استسلم العرب للحلمالصهيوني من (الفرات إلى النيل ) باتفاقية السلام التي وقعها السادات .. وبعدها جرت وما زالت تجريعمليات التطبيع مع أنظمة عربيةً لا تملك ارادتها ، عابثة بسيادتها ومستقبل شعوبها ..!!
نتنياهو .. أخذته العزة بالأثم ، واصابه الغرور بعد تعطيل قدرات المقاومة لحزب الله في لبنان ، وتدميرانفاق القتال لحماس في فلسطين ، مستغلاً انشغال ايران بالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدةالأمريكية ، فأطلق العنان لحربه ( الاسد الصاعد ) عنواناً لعملية خاطفة وخطيرة على طريقةً تصفيةزعماء حزب الله وحماس ، استفاق العالم عليها بذهول ، واستفاقت ايران هي الأخرى بفجر دخاني مهول.
بعدها أمسكت ايران بزمام المبادرة ، وأطلقت مئات الصواريخ البلاستية على تل ابيب لوعد صادق نفذتهبردع سريع .. ولاول مرة تنهي ايران حروبها بالوكالة ، في مجابهة مباشرة .. النار بالنار ، والعين بالعينوالسن بالسن ، لكن للجروح و الحروب انعطافات وأقدار ..!!
الحروب سجال ، تنتهي بالنصر او الاستسلام ، وبين رد الفعل الصهيوني ورد الفعل الإيراني ،، ينتظرالجميع فعل الحسم ، وفي الحسم هناك موازين للقوى ، وظهور اسلحة جديدة متطورة مجهولة النوى ،تخرج لاول مرة في ساحة الوغى ، ودخول الحلفاء ظاهرياً، ثم فعلياً كواقع حال . وظهور كم من النتائجالسريعة ، لم تكن في الحسبان ولا على البال .!!
والسؤال هل تملك ايران غير صواريخها البلاستية ، وهل لها نظير الأسطول الجوي الذي تملكه إسرائيلمن مئات الطائرات 35F .
أم انها ما زالت تحتفظ بطائرات روسية .. وهل لايران صواريخ مضادة للطائرات الاسرائيلية ، وهو ذاتالنقص والعجز الكبير الذي اصاب المقاومة اللبنانية ..هناك خبر عن اسقاط طائرة اسرائيلية وأسر طيارهاالاسرائيلي ، لم يتأكد لنا بعد ..؟
حرب المدن ومدن الحرب ،، ستتطور مع عامل الزمن لتكون حروباً اقتصادية تشعل الأبار .. وحروباًبحرية تغلق المضيقات وتسمم الانهار . فالذي ينتصر اليوم قد يصبح خاسراً ، فلا تنتهي الحروب بمعركةاو رشقة صواريخ ، انها تنتهي بالاستسلام ، والجلوس إلى طاولة المفاوضات .
هدف الحرب غير المعلن .. هو المراهنة الأمريكية – الاسرائيلية على حدوث مظاهرات شعبية و تمردبصفوف القوات الإيرانية ضد الحرس الثوري ، كما حدث في الربيع العربي الذي كان برعاية أمريكية لمتكتمل ، وبجروح عربية لم تندمل .
في المقابل تلعب ايران على وتر ضعف المطاولة الاسرائيلية باسقاط حكومة نتنياهو ، وفي الحالتينيعتمد كل منهما على محركات البحث ، وعن ثغرات وهفوات ،، وعن جيوش إلكترونية تعمل بالخفاء ، وعلى العملاء والجواسيس والاستخبارات المحلية .
ًللأسف .. ان ما تملكه دولة اسرائيل الصهيونية من بنوك للمعلومات ، وذكاء اصطناعي ، اكثر مما تملكجمهورية ايران الاسلامية .
ختم الكلام ..
ترامب ينتظر ضعفاً يحصل على الجبهة الإيرانية ، وضربة إسرائيل هي ضربة اختبارية ، لكي تعود ايرانإلى المفاوضات النووية ، ذليلة كسيرة .
كما ان ترامب وزعماء الاتحاد الأوربي ، لا يتركون إسرائيل مستسلمة للهزيمة .
الدول العربية وقفت شكلياً مع ايران ، لكنها فعلياً لا تريد ان تخرج ايران من الحرب منتصرة قرية ،بسبب تدخلاتها وسياساتها التوسعية ، و وجود اذرع لها في معظم الدول العربية .
في العراق انقسم الموقف من الحرب .. بين مؤيد لايران. وغير مؤيد ، وموقف ثالث حائر ، موقف اللاموقف ..!!
ختم الكلام ..
هذه الحرب ليست بين العراق وايران ليكون لنا موقفاً وطنياً واضحاً عالقاً بالأذهان . هي حرب ضروسبين دولة لبلد جار ومسلم ، ودولة صهيونية عنصرية ، وواقع الحال يجب ان يكون المسلم بنصرة أخيهالمسلم ، لكن المواقف والمشاعر كثيرا ما تذهب دون ذلك ، في عالم اختلط عليه كل شيء .. فكرة العقيدة و الجهاد ، وفكرة الايمان والألحاد ، وفكرة الأوطان والأديان .. وفكرة الانتماء والانسلاخ .. وتلكمهي الطامة الكبرى التي سقط فيها البنيان ، وضاع فيها الانسان ..& انتهى
