أمير الخطيب
لنُثري نقاش أو أسئلة ولدنا محمد الكلابي التي طرحها واستنتج من خلالها خلاصة مهمة في مقاله الموسوم (القوة تهزم صاحبها)، ولكي يكون الإنتاج الفكري مثمرًا، هذه بعض مما دوّنته لولدنا محمد والذي أوافقه الرأي فيه:
نعم، فالقوة في خدمة الفضيلة.
يرى البعض أن القوة يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق الفضيلة، أي أن الإنسان الفاضل يحتاج إلى قوة (نفسية، جسدية، سياسية…) لكي يطبق الفضائل عمليًا في الواقع. فمثلًا، الشجاعة (وهي فضيلة) تحتاج إلى قوة في مواجهة الخوف، والعدل يحتاج إلى قوة لردع الظلم.
وكذلك الفضيلة كضابط لاستخدام القوة؛ بالمقابل، تُعتبر الفضيلة أداة لتقييد القوة ومنعها من التحول إلى طغيان أو استبداد. فالقوة بلا فضيلة يمكن أن تؤدي إلى الفساد والظلم، كما نرى في بعض الحكام أو القادة عبر التاريخ.
أفلاطون رأى أن الحاكم الفاضل يجب أن يكون حكيمًا، قويًا وعادلاً؛ أي أن القوة والفضيلة يجب أن يتكاملا. نيتشه، من ناحية أخرى، مجّد القوة وأعاد تعريف الفضائل بناءً على إرادة القوة، منتقدًا الأخلاق التقليدية التي تمجّد الضعف، أما ماكيافيللي فاعتبر أن الحفاظ على الحكم (القوة) قد يتطلب التخلي عن بعض الفضائل التقليدية.
نستنتج من هذا أن العلاقة بين القوة والفضيلة ليست مطلقة ولا خطيّة، بل تعتمد على سياقات مختلفة. فعندما تُستخدم القوة لأجل الخير العام، تصبح أداة نبيلة، وعندما تُمارَس دون رادع أخلاقي، تُفسد الفضائل وتنهار القيم.
