سلفادور دالي ، رائد المدرسة السريالية …

ناجح ابو غنيم

  يعتبر دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية. يتميز دالي بأعماله الفنيةالتي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفةوالتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي. وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالييبقى مختلفاً واستثنائياً. في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.

ولد  في فيغيراس _ أسبانيا  .1904 ..قبل نشوب الحرب العالمية الأولى ، وتوفي عام 1989

   يتميز سلفادور دالي بأسلوبه الفريد والمثابر،  والمتميز بالأفكار الفلسفية والنفسية الفرويدية،  وأتخذمن مدرسة التحليل النفسي التي تقوم هذه النظرية على تأثير العقل اللاواعي على سلوك البشر،  وأستحضار محتوى الأدراك الواعي،  وتعتمد هذه النظرية على نهج علاجي يعرف بنهج التحرر  من القيودوالدفاع بشكل أساسي على المعلومات الموجودة في اللاوعي . فأستطاع دمج الواقعية والغرابة،  وأطلاقالعنان للخيال الفكري لمخبوءات اللاوعي،  ومن ثم جمع المتناقضات لغرض تحفيز فكر الأنسانللمعقولية والواقعية..

   

   كانت حياة سلفادور  دالي،  مليئة بالأحداث  الغريبة والتصرفات الغير  تقليدية،  فنجد مجمل أعمالهتعكس الخيال  والخبال والأوهام والمغامرة،  فكان دالي هو رائد المدرسة السريالية وبأمتياز  ..

ماهي السريالية

   هي حركة ثقافية في الفن الحديث والأدب، وعند ترجمتها للعربية تصبح (الفوق واقعية )  ..

   تهدف السريالية إلى تفجير مكنونات العقل الباطن،  بأستخدام المفردات الواقعية وتوظيفها بعبثية،مبتعدة عن النظام والترتيب والمنطق من خلال مايمكن أشتغال الفكر بها . وتبتعد السريالية أيضاً عنقواعد الأملاء التشكيلي المنطقي المتحكم بالعقل والبصر،  عندما تجدها وهي تمارس الفنون والآداببالأشتغال الجمالي وبالأهتمام الأخلاقي،  غايته مخاطبة العقل والنهوض بالوعي وتكسير  الجليد الذييغلف الرتابة والخنوع في التصرف السلوكي القديم،  المتأثر بالواقع الأجتماعي التقليدي ليستفز المتلقيكي يخرج عن طاعة رهبان الكنيسة أو طاعة السلطات الأجتماعية المقيتة،  كما في مجتمعاتنا العربية،  كالسانية العشائرية مثلاً ، ولينطلق  الفكر إلى مستقبل رحب .  وقد  لقيت المدرسة السريالية رواجاً كبيراًبلغ ذروته عند مطلع القرن العشرين  ..

هذا مقطع من قصيدة تهتم بالمدرسة السريالية. للشاعر أمجد شلال . كنموذج وللأطلاع  ..

أجعلي كفني شعرك

كي لايلتهمني الليل

ويكون مؤنس لبرودة صباحي

أزرعيني نرجساً وأسقيني بوحاً

وأجعلي التلقين قصيدة غزل

وكيف أنبت من جديد شهداً

وأبعث حراً  من أثر خيباتي

   ولم يقتصر الأسلوب السريالي على الشعر القريض فحسب، وأنما كان للأدب الشعبي  دوراً  مهماً  فيأبراز الشعر  السريالي لغرض تمرير  الفكرة المحذورة والكلمة المحظورة  . فنلاحظ  شاعر النجفالأشرف  ، الأديب  صباح أمين ، يصف الرؤوس التي تحوي العقول ولكنها تسير بأمر أرجلها

فيقول  =-

عدنه روس بيها عقول

      وتمشي بأمر رجلينه

من شفنه الدروب هواي

         كلمن يتبع حسينه

لوحة أصرار الذاكرة

   هنا أود أن أقرأ معكم وبأختصار لوحة أصرار الذاكرة . والمرفقة مع المنشور،  كنموذج للمدرسة الفنيةالسريالية،  والتي رسمها دالي عام 1931 ..

   تصور اللوحة مشهداً غريباً يتضمن ساعات ذائبة في منظر طبيعي خيالي، مما يرمز إلى مرونة الزمنوطبيعته الغير ثابتة،  وأضفاء شعور بالعمق والغموض ..

   أن فترة ظهور الحركات الفنية الطليعية والمدارس الحديثة ومنها السريالية، هي فترة تغيرات جذريةفي الفنون  . وهي فترة أكتشاف الجوانب الخفية للعقل البشري  . وهذا ناتج من معطيات الحربالعالمية الأولى وأزماتها  . ومن تداعيات التعبير عن الحاجات الأنسانية المتأثرة بالأفكار  الفرويدية مناللاوعي والأحلام فظهر التعبير عن  العقل الباطن والهواجس النفسية التي عانت منه الأنسانية في جميعأرجاء المعمورة  ..


مشاركة المقال :


One thought on “سلفادور دالي ، رائد المدرسة السريالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *