فاروق الرماحي
المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأحمد الشرع رئيس المرحلةالانتقالية في سوريا , أثار جدلًا واسعًا في الأوساط العراقية، حيث طرح تساؤلات حول دوافعه وتأثيراته !
هل السوداني قدَّم اعترافًا ضمنيًا بقيادة شخص كان حتى وقت قريب على قوائم الإرهاب!؟
لكن الجولاني المصنف إرهابيًا لسنوات بات اليوم يقود مرحلة انتقالية، مما يجعل الاتصال خطوةحساسة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية معقدة .
وهناك من يسئل :
كيف يمكن لرئيس وزراء العراق أن يتصل بنفسه مع إرهابي لم تجف دماء ضحاياه!؟
وما هي مصلحة العراق من هذا الاتصال!؟
وما قيمة هذا المحادثة اقتصاديًا أو سياسيًا أو أمنيًا على العراق ! ؟
البعض يرى أنها محاولة لتحقيق توازن بين النفوذ الخليجي والإيراني، فيما يرى آخرون أنه جاء بضغوطدولية !
ألم يكن من الأفضل الاكتفاء بقنوات دبلوماسية أقل حساسية من الاتصال المباشر !؟
حيث أدى هذا الاتصال إلى انقسام الشارع العراقي المنقسم أصلاً !
ففي الوقت الذي رحبت بعض الشخصيات السياسية السنية به كخطوة للانفتاح على المحيط العربيوالابتعاد عن الالنفوذ الايراني !
في ما اعتبرته الأوساط الشيعية شرعنة لشخصية إرهابية غارقه يداه في دماء العراقيين .
لكن العلاقات الدولية ينبغي أن تُبنى على المصالح المشتركة، لا على الرضوخ للابتزاز أو التعامل معأنظمة مثقلة بتاريخ دموي !!
وجود 350 ألف لاجئ سوري في العراق يشكل قضية حساسة، حيث يساور البعض القلق من أن يكون بينهؤلاء اللاجئين خلايا نائمة تحاول دفع العراق إلى مستنقع الدم الذي غرقت فيه سوريا على مدى سنوات.
والسؤال هنا: هل يسعى العراق إلى تعزيز علاقاته مع التيار العربي الخليجي مقابل تقليص النفوذ الإيرانيالممتد في المنطقة منذ سقوط نظام صدام حسين لغاية الان !؟
خصوصاً ان الحكومات العراقية ما بعد 2003 متهمة بأنها خاضعة للنفوذ الايراني ، واحد أدواتهالتنفيذ مشروعها في المنطقة !
هل يحاول السوداني تعديل هذه المعادلة !؟
أم أن الاتصال مجرد خطوة بروتوكولية بأبعاد غير معلنة؟
ولماذا تُبادر بغداد بالتواصل مع دمشق الغارقة في الأزمات منذ سنوات طوال ؟
بينما تستغل دول أخرى الوضع السوري لمصالحها الاستراتيجية؟
مع اقتراب الانتخابات التشريعية، يتساءل البعض: هل سيفقد السوداني شعبيته بسبب هذا الاتصال؟
وهل يمكن أن يُستخدم ضده سياسيًا؟
ألم يكن من الممكن الاكتفاء بفتح قناة دبلوماسية فحسب، بدلاً من منح هذا الاعتراف غير المباشربشرعية الجولاني!؟
فهل كانت هذه المحادثة خطوة مدروسة، أم تنازلًا غير مبرر؟
هذا الاتصال يكشف عن توازنات سياسية جديدة، ويثير تساؤلات حول استقلالية القرار العراقي ومستقبلعلاقاته الإقليمية .
فهل كان السوداني محقًا ؟
أم أنه ارتكب خطأ استراتيجيًا سيكلفه مستقبلًا؟
والى متى يبقى العراق رهينة لحسابات إقليمية ودوليةبعيدا عن ارادته الوطنية !؟
أسئلة تبقى مفتوحة وسط الضجيج السياسي في العراق