المستقل / خاص
على بعد 1000 كيلو متر عن الحدود الروسية يجري حلف الناتو تدريباته التي قول عنها أنها روتينية تحت مسمى ” مناورات الردع النووي ” لاختبار منظومة الردع النووي باوربا فيما تصل طلائع الجيش الروسي الى ييلاروسيا التي اعلنت عنها وزارة الدفاع البيلاروسية وقالت ان 9000 جندي روسي سينتشرون في البلاد . في إطار الاتفاق بين موسكو ومينسك على نشر قوات عسكرية مشتركة على حدود بيلاروسيا الغربية.
وقد صرح الناطق باسم الكرملين ان ارسال الجنود الروس الى بيلاروسيا هو جزء من من عملية دفاعية وأضافت الدفاع الروسية بالقول ان ارسال الجنود خطوة يمليها النشاط الجاري في المناطق المجاورة لنا”.
خبير عسكري روسي يعلق على انتشار الجنود الروس في بلاروسيا بالقول “ان القوات دفاعية وردعية بالدرجة الأولى، وهي استباقية لأي تحرك عدواني من قبل حلف الناتو ضد روسيا وحليفتها بيلاروسيا”. ويضيف
“لا يجب استبعاد أن الوجود العسكري الروسي على الأراضي البيلاروسية، قد يكون مرتبطا كذلك بحسابات وتكتيكات خاصة بموسكو في الميدان الأوكراني”.
ويشير الخبير الروسي “نحن في مفترق طرق خطير وكافة الاحتمالات مفتوحة، ورغم أن موسكو تدعو للسلام والحوار، لكن الكتلة الأطلسية مصرة بالمقابل على التصعيد وإطالة أمد الحرب بأوكرانيا مع الأسف، خاصة عبر دعم كييف بمختلف أشكال المساعدات العسكرية والأسلحة”.
ويقول خبير اخر ان “نشر هذه القوات هو نتاج عدة عوامل، أبرزها العلاقة الخاصة التي تربط موسكو ومينسك، لا سيما بين الرئيسين بوتين ولوكاشينكو، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي بقيت موسكو حريصة على الإبقاء على علاقات وطيدة مع الجمهوريات السوفييتية السابقة، باعتبار أنها مناطق نفوذ حيوي لها”.”كون روسيا وريثة الدولة السوفييتية، فإنها تعتبر أن من حقها المحافظة على مصالحها العليا وأمنها القومي في مجالاتها الحيوية التقليدية تلك، مما شكل أحد أبرز بواعث اندلاع الحرب الأوكرانية”.”وقوع الحرب بأوكرانيا وتوسع حلف الناتو بعد قبول انضمام كل من السويد وفنلندا له، زادا ولا ريب من أهمية تعزيز التعاون الروسي البيلاروسي، لكبح جماح التمدد الأطلسي، حيث أن بحر البلطيق تقريبا بات منطقة شبه أطلسية، لدرجة أن روسيا باتت مطوقة تقريبا من قبل الناتو”.
بعض المراقبين يؤكد ان سيناريو القفرم ربما سيتكرر وان نشر الروس جنودهم في بيلاروسيا يشكل رسالة تصعيدية واضحة إلى الناتو، مفادها أن موسكو تتقدم خطوة ميدانية في إطار سعيها لمواجهة تمدد الحلف الأطلسي في حدائق روسيا الخلفية، وبالتالي فاحتمالات التصادم الروسي الأطلسي أصبحت واردة جدا”.
واذا ما رأت روسيا وجود تهديد ملموس لمصالحها في فضاءاتها الحيوية، فإنها تتدخل عسكريا كما حصل في جورجيا عام 2008، وكذلك في شبه جزيرة القرم سنة 2014”