كتب المحرر السياسي للمستقل
ربما يتسائل البعض ماذا بعد سقوط دمشق.
وهي مدينة في أتون الحرب كبقية المدن في كوكبنا هذا ، تسقط، كما سقطت قبلها الكثير من العواصم والمدن .
ولكن السؤال ماهو المخطط بعد سقوط دمشق؟
هل سيكتفي إعداؤها بالسيطرة عليها وطمس دورها الحضاري العربي ؟
هل ستتغير خارطة الشرق الأوسط بسقوطها ؟
ماذا سيحدث للبنان والعراق ؟
وهل المطلوب رأس الاسد أم رأس دمشق؟
وهل ستكتفي ” المعارضة ” بسقوط الاسد ؟
كثير من الاسئلة والتساؤلات تطرحها أقدم دمشق أقدم عاصمة في التاريخ بعد سقوطها .
الصراع في سوريا ليس صراعاً محلياً بين النظام و ما يسمى بـ ” المعارضة “ بل هو صراعاً دوليا تتداخل فيه المصالح والمطامع والنفوذ ، صراع بين القوى العالمية على الارض السورية ، بين الناتو وإسرائيل من جهة وبين روسيا ومحور المقاومة من جهة أخرى ، هذا الصراع الذي تخطط له واشنطن وتغذيه إسرائيل وتنفذه تركيا طبقاً لنظرية برنارد لويس .
التي تقول ببناء شرق اوسط جديد بمقاسات اسرائيلية وبمواصفات أمريكية ، شرق اوسط يحوي كانتونات مقسمة ودويلات صغيرة متصارعة ، شرق اوسط تعج به الصراعات التي تتغذى على النعرات المذهبية والقومية والدينية ، شرق اوسط جديد تزرع فيه دويلة جديدة على غرار دولة الكيان .
شرق اوسط جديد خالي من الوجود الروسي والصيني.
يراد لروسيا ان تكون دولة إقليمية ذات تأثير إقليمي وليس دولي .
هذا هو الوقت المناسب لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد الذي نادى به شمعون بيريز رئيس وزراء الكيان الأسبق في كتابه ” الشرق الأوسط الجديد” وهو ما تحدث عنه نتنياهو في كتابه ” مكان بين الامم”
روسيا المنشغلة بالحرب مع اوكرانيا تدافع عن نفوذها في الشرق الاوسط ، وربما ستخسر آخر اقدامها في الشرق الأوسط وستفقد قاعدتها العسكرية في طرطوس .
ايران المثقلة بالاقتصاد المتعب وبالضغوط الدولية والعقوبات .
العراق الذي يحاول ان يستعيد انفاسه، بعد سنين من الحرب والحصار والهجوم الارهابي الداعشي .
حزب الله الذي فقد قادته والكبار .
دول الثقل الاقتصادي المطبعة .
تحييد مصر واخراجها من معادلة الصراع .
وفقدان العرب لمركز ثقلهم الكبير .
تمزق العرب وتشتتهم ، و أصبح جل ما يحلمون به هو الحفاظ على قيد الحياة دون ازعاج وان تكون جوازات السفر قوية والمولات عامرة .
وماذا بعد سقوط دمشق ؟؟؟
هل سيبقى العرب عرباً وهل سيبقى العراق عراقاً والشرق الأوسط اوسطاً ، او انه سيتحول الى “غرب اوسط”
دمشق ليست مجرد مدينة تسقط بل هي حقبة تاريخية ومرحلة ذات ملامح مختلفة متميزة .
بل هي ثقافة التمرد على الهيمنة والتسلط الأمريكي .
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي
جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ