مرت يوم 24 شباط ذكرى مياد فنان
الشعب يوسف العاني.وهو يوم المياد
الذي يحتفل به لمناسبة صعوده على
المسرح لاول مرة عام 1944 وليس مولده
في هوية الاحوال المدنية في 1 تموز
1927 .وللعاني ارجوزة دائما يرددها في
عيد مياده يقول فيها:- كان اليوم يحمل
الرقم اربعة وعشرين والشهر اثنين والعام
الرابع والاربعين .. كان اليوم صحواً وحلواً ..
قفزت كل الدنيا في عينيه .. ذهبا.. سحراً..
حبا وفي ذلك اليوم كانت هناك ستارة
.. وكان ذاك الصبي قد كتب نصا اخرجه
مثله بكل مهارة ! تصوران العالم ،كل
العالم بين يديه – وان عليه- ان يسرع ..ان
يركض … ان يحب والا يبغض .. ان يتعلم
ليتعرف عما كان يجري .. يسري بين الناس
.. كيف يعيش الناس .. كيف يموت الناس
.. كيف يثور الناس .. كيف يكون المسرح
نبراساً قرطاساً .
في هذا اليوم يتذكر العاني حين كان
عضوا في جمعية العلوم في الثانوية
المركزية ببغداد، حينها اقامت الجمعية
حفلة في سياق النشاط الاجتماعي، وكتب
تمثيلية لاحداث وقعت في )سوق حمادة(
داخل مقهى )جايخانة(، كتبها حسب قدراته
انذاك، وكان يميل الى السخرية والفكاهة
المرة والتي عرف بعد سنوات انها تسمى
)الكوميديا السوداء(، عرض الفكرة على
استاذ )العلوم( لتقدم كمسرحية، وبدأ
التمارين ووضع خشبة مسرح في القاعة
وسلط الانارة على الخشبة. وكان العاني
هوالمخرج ايضا حسب فهمه لمهمة الاخراج
المتواضعة، وما ان بدأ العرض تعالى
التصفيق.. احس انه حقق شيئا ذا قيمة،
فضحك الطلبة والاساتذة ثم انصتوا لما
يقوله. وكان ابا وسن العاني تارة يقلد
نجيب الريحاني،وتارة غيره من الفنانين الكبار
انذاك. لكن مدرس العلوم اشار اليه ان
هناك تجاوزا على الحكومة، المهم ان تلك
الليلة كانت من اسعد ليالي العمرللعاني،
وظلت حافزا له الى ان توفى. ولي ذكريات
عديدة وجميلة مع فنان الشعب..اذكر كان
يأتي صباحا الى مكتبي في مجلة الف باء
في وزارة الثقافة قبل بدء الدوام بحكم ان
شقته في مجمع 28 نيسان مقابل الوزارة
مباشرة.وكان ابا وسن ياخذ حصتنا من
الصحف اليومية لانه اول واحد يدخل الى
القسم الثقافي فيستحوذ على حصة الزملاء
وكنت اداعبه بالقول ان صحفنا علقت بيدك
مع اوراقك التي تحملها فيضحك ويقول
لاعزيزي هاي حصتي من الصحف وانت
ياقحطان ادبر حالك من بقية الاقسام!
كما كنت اذهب الى شقته اسبوعيا بعد
الاحتال واسلمه نسخة من مجلة الصوت
الاخرالصادرة في اربيل و كنا نكتب فيها انا
وهو ومعها المكافأة كما استلم منه المقال
الجديد للاعداد القادمة. العاني تاريخ ضخم
للحركة الفنية في العراق سواء في المسرح
او السينما او التلفزيون او الاذاعة.وعاصر كل
الاعمال من الاربعينات الى حد يوم توفى.
كرمه مهرجان قرطاج المسرحي كرائد
مسرحي عربي، وكان اول عراقي ينال اللقب
ثم سعى العاني ليكرم الكثير من مبدعي
العراق بهذا اللقب منهم جعفر السعدي
وفاطمة الربيعي وقاسم محمد. في السينما
كان بطا لافام عراب السينما العراقية
محمد شكري جميل والعاني هو من اسند
له جميل مهمة اخراج اول افلامه حين كان
مديرا لمصلحة السينما والمسرح. كما مثل
العاني في افام عربية منها وداعا لبنان
واليوم السادس مع يوسف شاهين.كما
ترك لنا ذخيرة كبيرة من المؤلفات عن
السينما والمسرح يمكن ان تكون مرجعا
للدارسين.
من مفكرتي الفنية يوسف العاني فنان الشعب
(Visited 17 times, 1 visits today)