كتب المحلل السياسي للمستقل
بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الـ 47 انصب اهتمام العراقيين على كيفية تعامل الرئيس ترامب مع العراق ، في ظل الحرب الدائرة في غزة ولبنان.
وفي العلاقة الملتبسة بين البلدين ، فمن المعروف ان العلاقة بين واشنطن وبغداد مرت وتمر بادوار من الضبابية وغياب التخطيط الاستراتيجي لعلاقة واضحة .
فهي تقع في المنطقة الرمادية ، فليست علاقة صادقة ولا هي علاقة عداوة، كما انها ليست علاقة تحالف او شراكة . فهي علاقة غير مفهومة .
عملياً الولايات المتحدة تمتلك قواعد وقوات داخل العراق، وما يحدث على الارض ان هناك فصائل ترفض هذا التواجد بل وتحاربه ، علاوة على ان هناك قرار صادر من مجلس النواب العراقي، يقضي بجلاء القوات الاجنبية بما فيها الأمريكية من الارض العراقية .
العراقيون منقسمون فيما بينهم بين الجلاء والبقاء ، فالشيعة ” كـ كتل سياسية ” يرفضون البقاء ،ويتشددون في ذلك وهم منْ صوتوا لصالح الجلاء ، لكن الحكومة المحسوبة على الشيعة لديها مسار آخر ، فرئيس الوزراء ” السوداني ” الذي جاء عبر الأطراف الرافضة للوجود الأمريكي، أول من هنأ الرئيس ترامب بفوزه، وجاء في رسالة التهنئة التي نشرها على موقعه على منصة (X ) ” نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيزالعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ونتطلع لأنتكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات متعددة، بما يسهم في تحقيقالتنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين” . السيد السوداني يطالب بتعميق التعاون بين العراق وأمريكا ، وهو يعلم ان هناك مذكرة القاء قبض أصدرها القضاء العراقي بحق الرئيس ترامب ، هذا الإشكال الواضح كيف يمكن ان تحله الحكومة ، هل تتجاهل القضاء العراقي ، أم هل ستحدث تغييرات ترضي الأمريكان و تتغير المعادلة ؟
وهل ستبقى المطالبة مستمرة بإخراج القوات الأمريكية مع استمرار الهجمات عليها ، وهذا ما لا يتسامح به الرئيس ترامب ، وهنا سيدخل العراق وحكومته بمأزق يصعب الخروج منه.. وينشطر القرار العراقي ، ونرجع للمربع الاول ، وهنا سيتقدم الامن على التنمية.
الكرد والسنة
الكرد لديهم نظرة اخرى تماما، وهي نظرة مختلفة عما يفكر به الشيعة ، فهم لم يصوتوا على اخراج القوات الاجنبية ، ولم يرغبوا بتشنج العلاقة بين العراق وأمريكا، بل يؤكدون على ضرورة بقاء القوات ، ويطالبون بعلاقة متميزة وضرورية مع واشنطن، ربما هم يعلمون حجم العراق ومدى الأثر المترتب على العلاقة المتأرجحة بين العراق والولايات المتحدة. فهم يفكرون بطريقة برغماتية بحته ، مستندة إلى المصلحة في العلاقة بين الطرفين، وهناك من يقول : ان الكرد لا يريدون سيطرت بغداد لذلك هم يستندون إلى طرف قوي لردع، لكن أيً كانت المبررات، فالاختلاف بيَّن بين التوجهين.
اما السُنة فهم منقسمون ظاهرياً ، فمنهم من يعلن تأييده للعلاقة مع الولايات المتحدة، وهؤلاء أكثر وضوحاً ، فهم يتخوفون من «الدكتاتورية الشيعية » كما يقولون ، واخرون يرفضون بالعلن ويؤيدون بالسر ، تماشياً من نظرية “ دوامة الصمت ” ، إذاً المحصلة النهائية تقول ان هناك عيون عراقية مختلفة تنظر كل على شاكلتها.