وأكدت الصحيفة أن حكومة إسرائيل اليمينية، ابتداء برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووصولا إلى العاملين بأدنى المناصب فيها، تظهر ازدراء صارخا للمعايير العالمية التي تحكم حقوق الإنسان والنزاعات والدبلوماسية، مما قد يجعل إسرائيل دولة مارقة.
وانتقدت الافتتاحية نهج إسرائيل العدائي تجاه الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها قتلت الموظفين الأمميين في غزة وهاجمت قواعدها في لبنان واتهمتها تكرارا بمعاداة السامية، ومنعت الأمين العام من دخول الأراضي الإسرائيلية لعدم إدانته “إدانة كاملة” الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
وأضافت أنه خلال العام الماضي منذ بدء الحرب على غزة، تزايدت الأدلة التي تثبت أن ما تقوم به إسرائيل إبادة جماعية، ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها مستمرون بحمايتها من عواقب أفعالها وتجاهل انتهاكاتها للقانون الدولي، وهو ما عدته الافتتاحية تواطؤا في جرائم الحرب، وموقفا يعكس استخفافا بحياة الفلسطينيين و”التعامل مع الشرق الأوسط على أنه وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية”.
وحسب الافتتاحية، يمكن لواشنطن إنهاء الحرب غدا من خلال وقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل وفرض اتفاق وقف إطلاق النار على الجانبين، ولكن قرب الانتخابات الأميركية “يشل” أي انتقاد حقيقي للعمليات الإسرائيلية، إذ يخشى المرشحون ردود فعل الناخبين.
وذكرت الافتتاحية تنديد الأمم المتحدة بازدواجية المعايير الأميركية التي تقوض تطبيق القانون الدولي، وقالت إن هذا النفاق يؤدي إلى معايير عدالة مشوهة قائمة على الموازنة بين انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وقيمتها الإستراتيجية.
وبجانب الولايات المتحدة التي ترفض “كبح جماح إسرائيل”، ألقت الافتتاحية بالمسؤولية على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحذرت من أنه إذا لم يتم اتباع نهج جديد يتخذ فيه المجلس قرارا حاسما له عواقب حقيقية على مسار الصراع، فلن يتحقق السلام في المنطقة.