رعد الفتلاوي
البعض او الاكثرية بالعالم يقول ان هنالك فنانين قد تربعوا على عرش الفنون التشكيلية ، ومن اوائل التشكيليين في العالم امثال سلفادور دالي و دافنشي و فان كوخ.
هؤلاء حققوا طفرة نوعيه في الفكر الإنساني و اثبتوا ان الفكر حالة متطوره من خلال إضافات كثيره في الفن، هذا حقق ارث و تراكم في فن التشكيل في عموم انحاء العالم تميزت اعمالهم بالتمرد على الواقع المرير الذي كانت تعيشه اوربا ادرجوا في اعمالهم الاساليب المتعدده و الابتكارات الجديده، فكان التجديد و الطفرة التي حققوها في الفكر و الفن.
و على الرغم من ان اوربا كانت تعاني من حروب داخليه نهاية القرن السادعشر و بدايات القرن الثامن عشر، إلا ان النظام و من خلال اهتمامه بالفكر، هنا اقصد عصر التنوير الأوربي، اهتم بالفن و طوره فظهرت مدارس و اتجاهات فنيه متعدده مثل الروكوكو، و الكلاسيكيه الحديثه، و كذلك فن البوروك، حتى وصل الفن التشكيلي أواخر القرن التاسع عشر ذروته في تطوير الأساليب الانطباعية و التعبيريه و الوحشيه و غيرها من الأساليب .
لقد نبذ الإنسان الأوربي النزعة العصبية و الانانية و بدء بالتمرد على الأفكار القديمه و كذلك رفض تام في الاحكام والسيف والصلب وقطع الرؤوس للابرياء .
وصولا إلى القرن العشرين و الخربين العالميتين، بدأ هذازالتمرد واضحا حيث تمثلت اعمال الرسامين العالميين في معالجة الموضوعات الاجتماعيه مثل الفقر والحرمان وفقدان الحرية في التعبير عن الرأي. ثم سجلت اعمالهم و دونت اهم ما مر في اوربا في ارشفة الحروب و الكوارث و المآسي الي مرت في اوربا، فعمل بيكاسو الجورجيت الشهيره، و كذلك تمرد جماعة الكوبرا على الحرب العالميه الثانيه باساليبهم، و لو ان هناك تاريخ قبل هذا بقليل، اعني النزعة التجريبيه التي ظهرت على يد كاندنسكي و مالافيتش و غيرهم و الانطباعيه الالمانيه كذلك غيرت من مجرى التاريخ التشكيلي بشكل عام .
.. ولكن.. اين الفن التشكيلي العراقي من كل هذا؟ سوال بسيط يمكن طرحه على مسامع المشتغلين في حركة الفن التشكيلي العراقي، لان الذي حدث خلال الخمسينات و الستينات من القرن الماضي و كذلك السبعينات، في تطوير الحركة التشكيلية العراقيه لروادها امثال فايق حسن وحافظ الدروبي وكاظم حيدر وحتى الملك فيصل الثاني فهو كان فنانا تشكيليا بارعا .. كما انجب العراق الكثير من الرسامين العمالقة . رغم خضم الاحداث والتذبذب السياسي الذي مر به العراق لكن هؤلاء الرسامين العراقين عملوا واجتهدوا بابداع على ربط التراث العراقي وتاريخه وحضاراته في مخيلتهم في ضمائرهم ووضعوا مواثيق في اعمالهم شرفت العالم اجمع ويكفي نصب الحرية الكائن في ساحة التحرير للفنان الراحل الكبير جواد سليم فهو من اكبر المعالم الفنية الموجودة في بغداد، و محاولاته في ايجاد الأسلوب المحلي لنقله إلى العالمي، كل ذلك خلق او لنقل شارك في صنع الثوره التشكيليه العالميه.
نعم ان هناك بعض المحاولات الجادة في المشاركة العالميه لفنانين مغتربين يعيشون في اوربا و امريكا، لكن تلك المحاولات تبقى في اطار البحث الأوربي او لاقل البحث العالمي و ليس كمشاركة عراقيه بحته في خلق الصورة النهائية للفن التشكيلي الان، تامل من القائمين على الفن التشكيلي العراقي اعطاء الفرصه للبحث في مجمل هذه القضايا لانها تهم الانسان العراقي كمشارك اساسي و فاعل في الحضارة الإنسانية المعاصره