لقد غير فايروس كورونا قواعد الحياة في العالم فلم تعد الحياة كما كانت، فلا مصافحات ولا قُبل ولا أحضان دافئة ، فقد خلت أعياد رأس السنة من كل مظاهر الفرح وبدت المدن الكبرى موحشة ، فقد أغلقت أبواب المحال التجارية و استقر الناس في بيوتهم ، وخيم عليهم شبح الخوف من الفايروس ، وأقتصرت التهاني على الامنيات بالخلاص من هذا الوباء.
ورغم تصدر عبارة منصات التواصل والساحات العامة الخالية الا من أضواء السيارات القليلة التي تعبر الشوارع ، فقد إضطر الناس ان يحتفلوا عبر منصات التواصل بعيداً عن التجمعات ، ولم تخلوا عبارات التهنئة من كلمات التحسر والاسف على أيام مضت في ظل الصحة والفرح.
عام جديد لكنه خالي من نكهة الفرح واصوات الموسيقى وتجمعات الناس، وكما يقول المثل « جنه بلا ناس ما تنداس » ، ورحم الله أبو العلاء المعري الذي انشد يوماً وهو حبيس في بيته بيته الشهير :
ولو اني حُبيت الخلدَ فرداً لما أحببتُ في الخلدِ إنفرادا
لقد سيطرت على التفاعلات ، الأماني بعام أفضل من العام الماضي ، الذي خيمت عليه تداعيات فيروس كورونا والتدهور الاقتصادي وفقدان عشرات الاف لوظائفهم واصبحوا عاطلين عن العمل.
أما في العراق فلم يختلف الامر كثيراً من ناحية الاماني والآمال بالخلاص من كوفيد 19 ، لكن اختلف من نواح أخرى ، فكان العام 2020 قد ختم أيامه بهبوط سعر صرف الدينار مقابل الدولار وارتفاع اسعارالسلع والمواد الغذائية ، مضافاً الى ذلك تأخر تسليم الرواتب الذي تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي وانهيار أسعار النفط.
ولعل الهاجس الأكبر الذي يقلق العراقيين هو نشوب حرب في المنطقة على وقع الصراع الدائر فيها.
بالإضافة الى أمنية كبرى تتكرر في كل عام ، منذ سنين خلت وهي التخلص من الفساد والفاسدين.
ويبقى الامل معقود في نفوس العراقيين بهذه الأمنية حتى العام القادم.
في العام الجديد.. الملايين يأملون الخلاص من الكورونا وفي العراق أمالٌ أخرى
(Visited 12 times, 1 visits today)