كتب المحرر السياسي للمستقل
الانتخابات القادمة هي الهاجس الذي يؤرق الزعماء السياسيين في العراق ، بالرغم من القلق الذي يساورهم بعودة التيار الصدر ، والمراقبة عن كثب لتجوال السيد مقتدى للأسواق والمجالس ، والتفاف الناس حوله ، ظهر قلق آخر يحمل بذور القوة والتأييد الجماهيري ، وهو رئيس الوزراء الحالي ” السيد محمد شياع السوداني ”
الذي يحضى بمقبولية جماهيرية جيدة ، ويتوقع كثير من المراقبين بانه سيحصل على نسبة مهمة من الأصوات فيما إذا رشح في الانتخابات من خلال تيار الفراتين أو من خلال شخصه .
هذا الرأي اعتمد على نظرية واقعية ، افرزها العراقيون ، فقد كان ” حلم” العراقيين ان يأتي رئيسا للوزراء من ابناء الداخل ، نزيهاً ليس عليه شبهات فساد ويعمل من اجل مصلحة بلده ، ويحظى بمقبولية نسبية .
وبانتخاب السوداني رئيساً لمجلس الوزراء تحول الحلم إلى ” فرصة ” يمكن من خلالها ان يتحقق شيء وان يستطيع هو وكابينته الوزارية التي ولدت من الخاصرة من تغيير الصورة النمطية عن الحكومات السابقة .
وما ان بدأ الرجل بالعمل وتحركت عجلة الدولة بعد انسحاب التيار الصدري ، وهدوء الشارع ، حتى شرعت الحكومة وبقوة إلى إظهار الإنجازات ومتابعة المشاريع وشحذ الهمم واعلنت شعارها بانها ” حكومة خدمات ” وقد شاهد العراقيون تقدم في ملف الخدمات ، وزيارات ميدانية للسيد السوداني ولوزرائه، ولمس الشارع حركة مختلفة، ونوع من الجدية ، وبعد مرور ما يقارب السنة والنصف على الحكومة ، تحولت الفرصة إلى “مشروع “ وظهرت ملامح مشروع وطني جديد يقوده الرئيس السوداني، ولاحت في الأفق دعوات و اراء تطالب بدورة ثانية للسوداني ، كي يكمل منهاجه الحكومي .
هذا المشروع الذي يحمله الرجل وفريق عمله لابد وان يمنح فرصة ، لكنه في الوقت ذاته صار يهدد بعد الزعامات، ويقلقهم تنامي التأييد الشعبي لرئيس الوزراء، فظهرت وجهات نظر متباينة من زعامات الاطار التنسيقي الذي يقف وراء ترشيح السوداني لرئاسة الوزراء ، لكن الذي حدث خارج التوقعات ، لم يكن في الحسبان ان ينجح السوداني بهذا الشكل الذي رأيناه ، لذا من غير المسموح ان تتغير المعادلة لصالح طرف يعتقد قادة الاطار هم اصحاب الفضل ، بوصوله لهذا الموقع .
كان البعض يعتقد ان السوداني لايمتلك اتباع او حزب قوي او أنصار مسلحين ، وبالتالي لا يستطيع ان قواعد اللعبة التي وضعها ” الزعماء “ لكن ما لم يكن في التوقعات هو الشارع الذي كان متعطش لشخصية كارزمية، تقدم ما تسطيع ضمن الإمكانيات ، وهذا ما قام به السيد السوداني.
لكن بقي ان نطرح سؤالاً في غاية الاهمية « هل سيتحالف السوداني مع الشارع »
وهل سيكسب العراقيين من خلال الفترة المتبقية من ولايته ؟، وهل سيصمت حلفائه عن خطواته القادمة؟