قحطان جاسم جواد
بدأت علاقتي بالفنان الموسيقي الباهر محمد حسين كمر في تسعينات القرن المنصرم. وكنت اتابعاعماله بشغف هو وزوجته السابقة الفنانة فريدة وسفير المقام العراقي د.حسين الاعظمي…لاسيماسفراته الى خارج القطر ايام الحصار البغيض وكنت اسجل نجاحاته الكبيرة في عواصم الشرق والغربفي الدول العربية والاوربية. كان كمر حريصا على فنه ومطورا لقدراته العزفية واللحنية وقيادة فرقةالمقام العراقي.وكنت اسجل مايحققه بكل امانة على صفحات مجلة الف باء مجلة العائلة العراقيةوكذلك في بعض الصحف..وزادت عرى الصداقة بيننا يوما بعد اخر.وحتى حين غادر العراق واستقر فيهولندا واسسمؤسسة و فرقة للمقام مع الفنانة فريدة وحقق نجاحا كبيرا في ذلك انعكس على تمثيلالمقام العراقي في غير مهرجان دولي للتراث او المقام..وحتى عندما كان خارج العراق لم تنقطع صلتي بهبل ظللنا نتواصل عبر الفيس او الواتساب. كمر تميز بالعزف على الة الجوزة وطور فيها بحيث جعلالجوزة تتكأ على الرجل اليسرى وليس اليمنى, التي كان يفعلها ملك الجوزة استاذه القدير شعوبيابراهيم,, الذي اختار له هذه الالة عندما كان طالبا في معهد الدراسات النغمية هو والموسيقار منيربشير…كما تجد تطورا واضحا في اسلوبه بالعزف والتكنيك والتقنية الموسيقية, فأصبح كمربعد سنواتالتعلم والممارسة الحقيقية ان يكون سيدا لالة الجوزة بامتياز…لاسيما بعد ان تعلم اسرار جديدة لهذهالالة العجيبة من استاذه محمودوف في المعهد , وكذلك قراءة النوطة من خلالها. واليوم اصبح هناكالكثير من الطلبة باتت تعزف بطريقة كمر بعد ان درسهم لسنوات طويلة.كما استطاع ان يقدم دروساخاصة للجوزة تعلمها من استاذه محمودوف, واصبح يطبقها في محاضراته بمرافق التعليم داخلالعراق وخارجه. كما تحسب له انه اول عازف عراقي وعربي يعزف مع فرق الجاز الاوربية والعالمية فيالعديد من المحافل الاكاديمية التي تهتم بهذه النوعية من الموسيقى…وصدرت له غير اسطوانة في هذاالمجال.. مثل جوزة داز ومقام فلامنكو.اي نقل الجوزة من المحلية الى العالمية.
برز كمر كعازف جوزة محترف بصيغة انفرادية او ضمن الفرق الموسيقية التراثية في عام 1978. واستمرفي العمل والحرص على تطوير تقنياته في العزف على الجوزة والتلحين عليها للكير من المطربين حتىصار سيدا لهذه الالة التراثية, وتمكن من العزف مع ابرز قراء المقام العراقي مثل يوسف عمر والحاجهاشم الرجب وحسين الاعظمي وسعد الاعظمي وغيرهم من كبار القراء.من خلال تجربته مع الخبيرالطاجكستاني محمود وف اكتشف ان الطريقة التقليدية للعزف على الجوزة وطريقة مسك القوس التيتعلمها لاول مرة من استاذه شعوبي صارت طريقة قديمة وبحاجة الى تجديد وتحديث لكي تكون اكثرفاعلية وتتناسب مع العزف العالمي وهو ماتعلمه من محمودوف. ونقل هذه الفرص الجديدة في تطويرالعزف على الجوزة الى طلابه في معهد الدراسات النغمية او معهد الفنون او مدرسة الموسيقى…وقدتخرج على يديه بهذه الطريقة عشرات الطلبة,.بعضهم صار عازفا مهما في الفرقة السمفونية العراقية. وقد حقق كمر الكثير من الانجازات الفنية داخل العراق وخارجه..وفي التلحين. امتاز اسلوبه التلحينيبالروحية العراقية المكتسبة من خلال ممارسته ودراسته للمقام العراقي في معهد الدراسات النغميةمؤطرا بالأسلوب الأكاديمي المعاصرمن خلال دراسته للعلوم الموسيقية الحديثة في قسم الفنونالموسيقية في كلية الفنون الجميلة/بغداد..
.
اما ابرز انجازاته فهي انه قدم مشروعا لتطوير وتوثيق المقام العراقي لوزارة الثقافة العراقية عام2013 لتوثيق المقام العراقي بطريقة علمية لكن هناك من وقف حجر عثرة امام المشروع.
وكمر من مواليد 1959, عمل رئيساً لقسم الآلات الموسيقية وقسم الأصوات وأستاذ النظرياتالموسيقية والة الجوزة في معهد الدراسات النغمية العراقي ( سابقا ) والموسيقية حاليا, كذلك عمل فيمدرسة الموسيقى والباليه من عام 1982- 1997. وعمل محاضرا لمادة العزف والغناء الجماعيونظريات الموسيقى الشرقية في قسم الفنون الموسيقي–كلية الفنون الجميلة. 1992-1996
من انجازاته:-
منح وسام الإبداع من الدرجة الأولى – نقابة الفنانين العراقيين 2017
منح وسام الإبداع – رابطة المبدعين العراقيين 2016
منح درع أيام الشارقة التراثية 2015
منح قلادة العنقاء الذهبية 2012
جائزة أفضل عمل موسيقي غنائي لمسرحية( أسواق وأشواق ) للفرقة القومية للتمثيل في مهرجانالمسرح العراقي المسرحية من تأليف:قاسم محمد وأخراج: محسن العزاوي وغناء الفنان حسينالأعظمي 1994.
جائزة أفضل لحن قصيدة غنائية (حبيب الأمس) شعر:أسعد الغريري وغناء فريدة . في مهرجان القصيدةالمغناة بغداد
منح ميدالية الأكاديمية الأردنية للموسيقى عام 1996.
منح جائزة أفضل عمل موسيقي للشباب عن تأليفه موسيقى ( هديل ) بغداد 1983
جائزة أفضل لحن لأغنية جماهيرية عن أغنية ( عليش تغيب ) من كلمات: محمد المحاويلي وغناءفريدة في أستفتاء وداعا
منح ميدالية الجامعة الحرة في هولندا 2008
منح وسام مهرجان القبانجي الدولي الأول الذي أقيم في كردستان العراق تقديرا لدوره المتميز في نشرالمقام العراقي الى العالم2005
وبالرغم من نجاح كمر في ايجاد عازفين كثيرين على الجوزة ,لكني اجد ان هناك شحة في عدد العازفينعلى الجوزة في العراق او خارجه, ربما يكم السبب في صعوبة هذه الالة او ان الطلبة لاتحبذها كما الةالكمان او العود وغيرها.اخيرا اقول ان محمد حسين كمر يستحق بجدارة ان يكون سيد الة الجوزة.لكنهمن جانب اخر سعى الى تطوير نفسه والة الجوزة فحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة المفتوحة فيشمال امريكا.وبذلك فتح افاقا رحبة لهذه الالة في بحور الموسيقى.
