محمد شياع السوداني تجربة تستحق الدعم / علاء الخطيب

محمد شياع السوداني تجربة تستحق الدعم / علاء الخطيب

  

علاء الخطيب

يكاد يجمع العراقيون على ما يتمتع به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من محبة وقرب منهم ، فمنذ سنين بعيدة لم يحضَ  اعلى مسؤول عراقي في الدولة على هذه المكانة العفوية لديهم ، دون اي وخوف او ترغيب ، فالرجل ليس لديه جهاز امني مرعب ، ولم يجبر احد على حبه واحترامه قسراً ، ولم ينشغل التلفزيون الرسمي بتلميع صورته ، كما ليس له يد مطلقة بالعطاء مثل من سبقوه ، لكنه يمتاز عليهم جميعاً بانه  يمتلك قلب بحجم العراق يسع كل العراقيين على اختلاف ألوانهم وقومياتهم ، فليس  من الغريب ان نشاهد تظاهرات مؤيدة له في كردستان، او استقبال جماهيري  مهيب في الموصل ، فهو المسؤول العراقي الوحيد الذي يسير في شوارع المدن، ويتفقد المواطنين في بيوتهم وأماكن عملهم، هو واحد منهم ، يتحدث عن الرياضة والرياضيين ، ويدعم الفنانين ويلتقي بالإعلاميين ، ويرفع الثقل عن كاهل الدائنين.

تجربة السيد السوداني تستحق ان نقف عندها وان  ندعمها ونحميها ، من اجل الوطن ، قلتها مرة من على شاشة احدى الفضائيات و اكررها اليوم ، السوداني هبة السماء للعراقيين ، بعد عناء طويل .

ليس في الأمر مبالغة، او تبجيل ، وانما وصف لحالة.

في عهد السوداني ورغم المدة القصيرة التي تصرمت من حكمه ، إلا أن المواطن العراقي بدأ يشعر بالجدية والصدق من قبل الحكومة.

ولعل اهم نقطة في تجربة السوداني هو انه  اعادة ثقة المواطن بالدولة ، التي كادت ان تُفقد تماماً ، ان لم  أقل قد فقدت.

مشاريع البناء والإعمار على قدم وساق ، وزيارة وزراء كابينته الوزارية مستمرة إلى الدوائر والجهات المختصة بهم، وهو لم يهدأ في نومه إلا ساعات قليلة. فهو يقول:  ” اني اعمل مابين 16-17 ساعة يوميا “  فتراه قدم في الموصل وأخرى في كركوك وثالثة في البصرة ورابعة في الناصرية،ورغم هذا يحرص على تحسين علاقات العراق بالمحيط الاقليمي و  العالمي.

ضغوط كبيرة يتعرض لها من الداخل والخارج ، لكنه في كل مرة يجتاز التحدي ، ويخرج منتصراً بشهادة خصومه واصدقائه .

السوداني الذي يعمل بثنائية الخطين المتوازين ، ” الاقتصاد والفساد”  ، فهو يلاحق الفاسدين بما يتيح له القانون ، و يعمل بجد من اجل رفع مستوى البلد اقتصادياً ، يذلل عقبات المشاريع المتلكئة ، ويصر على   اعادة تشغيل المصانع، او دعم المشاريع الصغيرة .

فلا يكاد يمر يوما حتى تسمع بان هناك مشاريع جديدة ، اعمار وبناء ومتابعة.

جهازه الاعلامي  الداخلي جيد ، استطاع ان  يوصل الصورة بشكل جيد ، مستغلا امكانات الشباب وتطلعاتهم .    

ربما يؤشر على الذراع الإعلامي الخارجي بانه يحتاج إلى عمل ،وعمل كثير ، فالعراق ومنذ زمن السيد المالكي يفتقد للإعلام الخارجي ، لذا هناك صور مشوشة عن العراق لدى الإعلاميين والاكاديمين  العرب والاجانب ، وان كانت هناك محاولات شخصية خجولة لنقل صورة العراق الحقيقية، وليست كما يصورها الخصوم .

وربما كانت بطولة الخليج الـ 25  نقله نوعية في تغيير الصورة النمطية للعراق في الإعلام العربي، لكن يحتاج العراق إلى انشاء لوبي إعلامي خارجي ليستقطب مجموعة من العرب والاجانب ، وكذلك نحتاج إلى مد الجسور بشكل غير رسمي مع شرائح عديدة مؤثرة فثقي المجتمعات العربية والأجنبية .

واتمنى ان تكون هذه الملاحظة محل عناية السيد رئيس الوزراء، وكذا الحال السادة المستشارين  المحيطين به .

تجربة السيد السوداني تجربة مهمة ومؤثرة يجب ان تدعم شعبياً ورسمياً .

(Visited 51 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *