ثوار في الهواء الطلق / علاء الخطيب

ثوار في الهواء الطلق / علاء الخطيب

علاء الخطيب / رئيس التحرير

مازال الطريق الى الحرية طويلاً ، فالحرية هي الثورة ، وهي ذات لون واحد غير قابل للتعدد، لكن هناك من يدعي الثورة ويلبس الالوان المخططة .
الايمان بالحرية هو من ْ يصنع الحياة
الثورة حياة ومستقبل افضل لاناس يحلمون بوطن وعيش كريم .
فلا يعرف الثورة إلا من يقف في الساحات ليطالب بحقه ، فالثورات يصنعها الناس العاديون، الذين يعانون ويغضبون لحريتهم .
ليست بالشعارات وحدها تحرر الاوطان وليس من يطلق الشعارات في الهواء الطلق ، أو من أماكن بعيدة يُعدُ ثائراً .
يظن الكثيرون أن الثورات تندلع بواسطة مجموعات من الثوريين الذين يخططون لكل شيء في الثورة. لكن في الحقيقة، يصنع الناس العاديون هذه الثورات أو التحركات الجماهيرية العملاقة، أحياناًبعد سنوات طويلة من القهر والمعاناة وسرقة الحقوق .
فرق كبير بين الثوار والمتعاطفين معهم ، فالثوار هم من يقفوا في المقدمة وفي الخطوط الامامية للتصدي والمواجهة ، أما المتعاطفون فهم الجالسون في مدن الرفاهية متوسدين الفرش الناعمة، الساهرون على انغام الموسيقى ، ويتحدثون بالسياسة كترف فكري .
فرق كبير بين من ينام في الخيم ويتوسد التراب وبين منْ يزمجر ويرعد ويزبد من وراء مواقع التواصل والفضائيات .
بين مواقع الثوار ومواقع التواصل هوة كبيرة ، كـ العالمين الواقعي والافتراضي .
ثوار الهواء الطلق يختلفون كثيراً عن ثوار الغازات ورائحة البارود، شتان بين من يستنشق العطور الفرنسية وبين منْ يستنشق رائحة البارود ، وبين من يسمع ازيز الرصاص و بين الذي يستمعون مواويل ماجد المهندس .
الثوريون الصادقون يعرفون بسيماهم، حالمون بالتغيير من أجل الوطن ، اما ثوار الهواء الطلق اؤلئك الحالمون بالتغيير كذلك لكن من اجل الرفاهية والمناصب .
جل ما يحلم به الثوري ان يرى وطنه سالماً منعماً وغانماً مكرما.
اما ثوار الهواء الطلق يتوكؤن على الوطن ولهم فيه مآرب اخرى.
نشاهد العشرات من ثوار الهواء الطلق يومياً وهو يغردون في تويتر ويكتبون في الفيسبوك وينشرون الصور في الانستغرام ، ويصرخون في الفضائيات التي تتغذى على الهدايا السخية ودماء المظلومين.
لكنهم في الحقيقة يتربصون ويتحينون الفرص، بعضٌ من هؤلاء كانوا لعام مضى مع المتظاهرين واليوم صمتوا صمت الموتى على قتل الشبان ، قبل عام ٍ كانوا يعربدون ويشتمون الحكومة واليوم لديهم ” باجات المنطقة الخضراء” ويبررون القتل والاجرام.
هؤلاء ليسوا سوى عينه ممن يتواجدون الان في مدن وعواصم متفرقة .
كاذبون منافقون ، اذا محصوا بالسلطة انكشف زيفهم وبانت الاعيبهم .
هؤلاء هم ثوار الهواء الطلق
ثوار الصدفة .
(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *